كيف حرص النبي (ص) على تدوين القرآن الكريم؟ وما هو محل الاختلاف في قضية جمع القرآن؟

السؤال :

كيف حرص النبي (ص) على تدوين القرآن الكريم؟ وما هو محل الاختلاف في قضية جمع القرآن؟



الجواب :

لا ريب في أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) حرص على تدوين الوحي، فاشتهر العشرات من أصحابه بأنهم من كتّاب الوحي في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد عدّ بعضهم ثلاثة وأربعين كاتباً ممّن شاركوا في كتابة الوحي، وكان العمدة منهم: الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، واُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وهم كُتّاب الوحي الرسميون.
وهذا يدل على شدة اهتمام الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بأمر الكتابة والتدوين، نظراً لأهمية القرآن الكريم في الدّين الإسلامي، ومكانته كآخر كتاب سماوي، وضرورة الدقة في الحفاظ عليه بكل ما فيه من خصوصيات، لا سيما أنه المصدر الأول من مصادر الشريعة الإسلامية الحقّة.
فكان القرآن الكريم يُحفظ في الصدور ويُكتب على ألواح من اللخاف والعسيب والرقاع والأكتاف والأقتاب، وهذا هو المقطوع به لدى الفريقين في حفظ القرآن وكتابته، حيث كانت سوره مُتفرِّقة غير مجموعة في كتاب يشرع بآية معينة وينتهي بأُخرى، وأما آياته فهنالك الكثير من الروايات التي تدل على أنّها انتظمت في مواقعها من القرآن في عهد النبي (صلّى الله عليه وآله)، وإنّما الكلام في نظم السور القرآنية، ومن هنا وقع خلاف في جمع القرآن وتدوينه على النحو الموجود بين أيدينا في نظم سوره، وقد ورد في ذلك خمسة أقوال، وهي:
الأول ـ إنَّ القرآن تم جمعه وتدوينه في عهد الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وهو مشهور مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
الثاني ـ إنَّ القرآن تم جمعه وتدوينه في عهد أبي بكر بيد أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وهو مختار جملة من أعلام مدرسة أهل البيت، ومنهم السيد العلامة الطباطبائي [انظر: الميزان في تفسير القرآن، ج12، ص128].
الثالث ـ إنَّ القرآن تم جمعه وتدوينه في عهد أبي بكر، بتكليف منه لبعض الصحابة.
الرابع ـ إنَّ القرآن تم جمعه وتدوينه في عهد عمر، وهو قول ضعيف جداً.
الخامس ـ إنَّ القرآن تم جمعه وتدوينه في عهد عثمان، وهو قول ضعيف أيضاً، حيث خلطوا بين جمع القرآن وبين توحيد المصاحف الثابت كونه في زمن عثمان.
[انظر: تلخيص التمهيد، ج1، ص121؛ دروس في علوم القرآن، الدكتور الشيخ طلال الحسن، ص39-40]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=864