ما هي الأمور الخارقة للعادة وعلاقتها بالمعجزة؟

السؤال :

ما هي الأمور الخارقة للعادة وعلاقتها بالمعجزة؟



الجواب :

إنّ الظواهر الكونية إنّما توجد غالباً نتيجة أسباب وعلل، يمكن التعرّف عليها من خلال التجارب المختلفة، أمثال أكثر الظواهر الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والنفسية. ولكن هناك حالات نادرة تتحقّق فيها هذه الظواهر بصورة أخرى، وهي الاُمور التي لا تكون أسبابها وعللها عادية؛ حيث لا يمكن التعرّف على جميع أسبابها وعللها من خلال التجارب الحسّية، لكن تلك الأسباب والعلل في مقدور البشر وتحت اختيارهم، ويمكن التوصّل إليها من خلال بعض التدريبات والدروس والتعليمات الخاصّة، كما يقوم به المرتاضون من أعمال.
وهناك نوع آخر من الاُمور الخارقة للعادة وهي الأعمال التي لا تتمّ إلا بإذن إلهي خاص، ولا تكون في متناول أولئك الأفراد الذين لا علاقة لهم بالله تعالى، ومن هنا فإنّ لها ميزتين:
أ - أنّها غير قابلة للتعليم والتعلّم.
ب - أنّها لا تخضع لتأثير قوّة أخرى أرقى منها وأقوى، ولا يمكن لأيّ عامل آخر أن يقهرها.
قال الشريف المرتضى(قدس سره): «وصفة المعجز: أن يكون خارقاً للعادة، ومطابقاً لدعوى الرسول ومتعلقاً بها، وأن يكون متعذراً في جنسه أو صفته المخصوصة على الخلق، ويكون من فعله تعالى أو جارياً مجرى فعله تعالى، وإذا وقع موقع التصديق، فلا بد من دلالته على المصدق، وإلّا كان قبيحاً» [رسائل المرتضى، ج٣، ص١٩].
ومثل هذه الخوارق للعادة مختصّة بعباد الله المصطفين والمنتجبين، ولا يمكن أن تكون في متناول أيدي الضالّين والعابثين، فإذا كان الإتيان بالخارق للعادة قابلاً للتعليم أو التعلّم، أو يمكن لعامل آخر أن يمنع من حدوثه أو استمراره وإبطال تأثيره، فلا يكون هذا العمل من قبيل الخارق للعادة الإلهي، ويمكن أن يكون مؤشّراً إلى ضلال الدّاعي وفساد معتقداته وأخلاقه، وإلى عدم ارتباطه بالله تعالى، وإلى كون أعماله شيطانية أو نفسانية.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=852