ما هو الفارق بين الوحي الرسالي وسائر الإيحاءات المعروفة وما هي أهم أغراضه؟

السؤال :

ما هو الفارق بين الوحي الرسالي وسائر الإيحاءات المعروفة وما هي أهم أغراضه؟



الجواب :

الوحي الرسالي هو اتّصال غيبيّ بين الله ورسوله، ويتحقّق على أنحاء ثلاثة، كما جاءت في الآية الكريمة: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنّهُ عَلِيّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51].
فالصورة الأولى: إلقاء في القلب ونفْثٌ في الرَوع.
والثانية: تكليم من وراء حجاب، بخلْق الصوت في الهواء بما يقرع مسامع النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، ولا يرى شخص المتكلّم.
والثالثة: إرسال مَلك الوحي فيبلّغه إلى النبي، إمّا عياناً يراه، أو لا يراه ولكن يستمع إلى رسالته.
إذاً فالفارق بين الوحي الرسالي وسائر الإيحاءات المعروفة، هو جانب مصدره الغيبي اتّصالاً بما وراء المادَّة، فهو إيحاءٌ من عالَمٍ فوق، الأمر الذي دعا بأولئك الذين لا يروقهم الاعتراف بما سوى هذا الإحساس المادّي، أن يجعلوا من الوحي الرسالي سبيله إلى الإنكار، أو تأويله إلى وجدان باطني ينتشئ من عبقريَّة واجدِه. [انظر: تلخيص التمهيد، ج1، ص14]
وهذا الوحي الرِّسالي النازل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يأتي لأغراض عدّة ومضامين شتّى، نذكر منها:
أ- تبليغ القرآن الكريم؛ الذي هو نصّ كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على رسوله، وهو المتصف بالإعجاز، والوحي النازل به قد يختص باسم الوحي القرآني.
ب- تفسير وتأويل كلام الله تعالى الوارد في القرآن الكريم.
ج- بيان الأحاديث القدسية التي لا تدخل في الوحي القرآني.
د- ذكر تفاصيل الشريعة وأحكامها ومعارفها وما يتعلّق بها.
هـ- بيان ما يرتبط بشؤون الإمامة والتدبير وشؤون الحكم ممّا يحتاجه الرسول في مهمّته القيادية.
و- ذكر ما يرتبط بأخبار العالم والمغيّبات والحوادث السابقة واللاحقة، وهذا أيضاً يدخل في دائرة علوم الرسول (صلّى الله عليه وآله) التي قد تقتضيها رسالته وقيادته الإصلاحية على مستوى عمر الدنيا. [انظر: الوجيز في علوم القرآن، ص15]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=848