ما معنى {كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وما معنى الكلام من وراء حجاب؟

السؤال :

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [سورة الشورى، ٥١]
{وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء، ١٦٤]
س: ما معنى {كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وما معنى الكلام من وراء حجاب؟؟



الجواب :

عبّر سبحانه عن بعض أفعاله بالكلام والتكليم كما في قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [سورة النساء، 163]، وقوله تعالى: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ} [سورة البقرة، 253]، وقد فسر تعالى هذا الاطلاق المبهم الذي في هاتين الآيتين وما يشبههما بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [سورة الشورى، 51]، فإن الاستثناء في قوله تعالى: {إِلَّا وَحْيًا ...}، لا يتم إلا إذا كان التكليم المدلول عليه بقوله: ان يكلمه الله، تكليماً حقيقة، فتكليم الله تعالى للبشر تكليم لكن بنحو خاص، فحدّ أصل التكليم حقيقة غير منفي عنه؛ لكنه تعالى لم يبيِّن لنا ما حقيقة هذا الكلام؟ وكيف يتحقق؟ غير أنه على أي حال لا يسلب عنه خواص الكلام المعهود عندنا ويثبت عليه آثاره وهي تفهيم المعاني المقصودة وإلقائها في ذهن السامع.
وأنّ القسم الثاني {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} وحي مع واسطة، غير أن الواسطة لا يوحي كما في القسم الثالث {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}، وإنما يبتدئ الوحي مما وراءه لمكان (مِن)، وليس (وراء) بمعنى (خَلْف) وإنما هو الخارج عن الشيء المحيط به، ومن هذا الباب ما أوحي إلى الأنبياء في مناماتهم.
وأما القسم الأول فهو تكليم إلهي للنبي من غير واسطة بينه وبين ربه من رسول أو أي حجاب مفروض. [انظر: الميزان، ج2، ص315-316، ج18، ص74]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=817