{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}

السؤال :

سلام عليكم
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا} [سورة الجن، 18]
سؤال:
1-كل شيء لله، قال تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة المائدة، 120] لماذا جاء في الآية ان {الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}؟
2- من يدخل للمسجد للعبادة لوجه الله هل هناك من يعبد لغير الله وهو في المسجد لماذا قوله {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَدًا}؟
3-هل توجد افضلية بين المساجد ولماذا؟
4- عبادتنا في المساجد واجبة او مستحبة؟



الجواب :

عليكم السلام ورحمة الله.
أوّلاً: الظاهر كون المساجد لله تعالى مع أن كل شيء لله عز وجل هو لوجود نكتة دقيقة في الأمر وهي اختصاص المساجد التشريعي لله تعالى؛ فلابد من عبادته تعالى وحده بها ولا يجوز أن تكون لغيره، وثانياً: صرّح بعض المفسّرين أنّ المراد بالمساجد هنا مواضع السجود من الإنسان (وهي أعضاء السجود السبعة)، والمراد بالدعاء السجدة لكونها أظهر مصاديق العبادة أو الصلاة بما أنها تتضمن السجود لله سبحانه. فيكون معنى الآية: أن أعضاء السجود تختص بالله تعالى فاسجدوا له بها ـ أو اعبدوه بها ـ ولا تسجدوا ـ أو لا تعبدوا ـ أحداً غيره [انظر: الميزان، ج20، ص50]
وذلك استناداً لرواية شريفة وردت بهذا الخصوص في تفسير الآية الكريمة، فعن تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام أنه سأله المعتصم عن السارق من اي موضع يجب أن يقطع؟ فقال: إن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فتترك الكف. فقال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله: السجود على سبعة أجزاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطع من الكرسوع أو المرفق لم يدع له يدا يسجد عليها وقال الله : " وأن المساجد لله " يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها " فلا تدعوا مع الله أحدا " وما كان لله فلا يقطع . الحديث. [المصدر نفسه]
وفي الكافي بإسناده عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث : وسجد يعني أبا عبد الله عليه السلام على ثمانية أعظم : الكفين والركبتين وإبهامي الرجلين والجبهة والأنف ، وقال : سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في كتابه فقال : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " وهي الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان ووضع الانف على الأرض سنة. [المصدر السابق]
وذهب في تفسير الأمثل إلى أن هذا التفسير يمكن أن يكون موسعاً لمعنى الآية (أي: المواطن التي يسجد فيها لله تعالى كالمسجد الحرام وبقية المساجد) [الأمثل، ج19، ص96].
وأما بالنسبة إلى الصلاة في المساجد وثوابها فهي مستحبة وقد ورد التأكيد على الحضور في المسجد والصلاة جماعة مع إمام يوثق بدينه وعدالته وعن الامام (ع): >لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد< وحمله الفقهاء على الاستحباب الأكيد، ومما ورد في استحباب كثرة التردد إلى المساجد ما روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) أنه قال: >من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات< [انظر: وسائل الشيعة، ج3، أبواب أحكام المساجد، الباب 2 فما بعده].
وجاء في مستحبات مكان المصلي: >تستحب الصلاة في المساجد، وأفضلها المسجد الحرام والصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة، ثم مسجد النبي صلى الله عليه وآله والصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة، ثم مسجد الكوفة والأقصى والصلاة فيهما تعدل ألف صلاة، ثم مسجد الجامع والصلاة فيه بمائة صلاة، ثم مسجد القبيلة وفيه تعدل خمسا وعشرين، ثم مسجد السوق والصلاة فيه تعدل اثنتي عشرة صلاة< [منهاج الصالحين للسيد الخوئي (ره)، ج1، ص147]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=807