ما هو العذاب واين في قوله تعالى سوف نعذبهم مرتين ؟ لماذا لم يوحي إلية ليعلم من هم ليحذر منهم ؟

السؤال :

وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ( ١٠١ )سورة التوبة
س:ما هو العذاب واين في قوله تعالى سوف نعذبهم مرتين ؟ لماذا لم يوحي إلية ليعلم من هم ليحذر منهم ؟



الجواب :

لا شك أن العذاب العظيم إشارة إلى عذاب يوم القيامة، لكن المفسّرين اختلفوا في نوعية العذابين الآخرين وماهيتهما، والمرجّح أن أحد هذين العذابين هو العقاب الاجتماعي لهؤلاء، والمتمثل في فضيحتهم وهتك أسرارهم، والكشف عمّا في ضمائرهم من خبيث النوايا، وهذا يستتبع خسرانهم لكل وجودهم الاجتماعي، نظير قوله تعالى عنهم: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [سورة التوبة 94-96]، أو عذابهم بالسبي والقتل ونحو ذلك.
أما العذاب الثاني فهو عذاب القبر لهؤلاء، كما أشار إليه قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [سورة الأنفال، 50]. [انظر: تفسير الميزان، ج9، ص376؛ تفسير الأمثل، ج6، ص196]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=806