لماذا الآية لم تكن شامله لجميع الاعمال.. مثال في البيع والشراء وفي غير الأمور حتى نبعد عنا نزغ الشيطان ؟

السؤال :

فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) سورة النحل
قبل قرأت القرآن ان نستعذ بالله من الشيطان
لماذا الآية لم تكن شامله لجميع الاعمال.. مثال في البيع والشراء وفي غير الأمور حتى نبعد عنا نزغ الشيطان ؟
معنى النزغ وسوسته يدفع به الانسان الى المعاصي والشر ؟



الجواب :

لا شك أن الاستعاذة حسنة في جميع الأحوال، قال سبحانه: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأعراف، 200]، لكنها جاءت مؤكَّد عليها في قراءة القرآن الكريم خاصة، فقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل، 98]، فنلتجئ ونعتصم بالله تعالى ليحمينا من وسوسة الشيطان الرجيم عند قراءة أعظم كتاب أنزل لهداية الإنسان إلى جادة الصواب والفلاح، ولا يمكن بحال من الأحوال قياس أمور الحياة الأخرى بهذا الأمر المهم المصيري.
قال العلامة الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]: >قال الراغب في المفردات: النزغ دخول في أمر لأجل إفساده، قال: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}. انتهى، وقيل: هو الازعاج والاغراء وأكثر ما يكون حال الغضب، وقيل هو من الشيطان أدنى الوسوسة، والمعاني متقاربة، وأقربها من الآية هو الأوسط لمناسبته الآية السابقة الآمرة بالاعراض عن الجاهلين فإن مماستهم الانسان بالجهالة نوع مداخلة من الشيطان لاثارة الغضب، وسوقه إلى جهالة مثله. فيرجع معنى الآية إلى أنه لو نزغ الشيطان بأعمالهم المبنية على الجهالة وإساءتهم إليك ليسوقك بذلك إلى الغضب والانتقام فاستعذ بالله أنه سميع عليم ...< [تفسير الميزان، ج8، ص380- 381].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=801