كيف تكون البلاغة معجزة بحقّ الذين لا يحسنون العربية؟

السؤال :

كيف تتمّ حجّية القرآن، وأنّه المعجزة على غير العرب، والعرب غير العالمين باللغة، وغير المتضلعين؟



الجواب :

 ظهر أنّ إعجاز القرآن الكريم لا ينحصر في الفصاحة والبلاغة، بل يكون من جهات أُخرى لا يختصّ دركها وفهمها بالعرب الفصحاء، فالقرآن معجزة من حيث:
1 ـ الفصاحة والبلاغة.
2 ـ من حيث اشتماله على أفضل الآداب، وأحسن الحكم، وأكمل المواعظ، وأصحّ النظم، وأصوب القوانين، وأتمّ الأحكام المتكفلة لارتباط الإنسان بخالقه وبغيره من أفراد البشر، كما أنّ القرآن معجزة من حيث إنّه مع كثرة آياته وسوره خالٍ عن الاختلال والاختلاف والتناقض : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء/82].
3 ـ من حيث اشتماله على الأخبار والآثار في قضايا الأُمم السابقة، وخفايا القصص الماضية، وسيرة الأنبياء والرسل، وأحوالهم وقصصهم ممّا لم يطّلع عيها حتّى الأحبار والرهبان، وعلماء الأديان السابقة.
4 ـ من حيث إنّ مَن أتى بالقرآن الكريم وهو النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)  لم يتعلّم عند معلّم، ولم يدرس عند مدرّس، ولم يعهد منه أنّه قرأ الكتب.
5 ـ من حيث الإخبار عمّا في ضمائر المنافقين، وبواطن الكافرين، ونوايا المشركين حتّى أنّهم كانوا يحذّرون من نزول آية تفضحهم، وتكشف نواياهم.
6 ـ من حيث الإخبار عن الأمور المستقبلة، والحوادث المقبلة، والغيب الصادق كقوله: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم/1 ـ 3].
7 ـ من حيث العلوم والفنون التي لم تنكشف إلّا في عصرنا.

- المجيب: سماحة السيّد جعفر علم الهدی / شبكة رافد للتنمية الثقافية.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=795