كيف يمكن التوفيق بين رواية نزول آدم إلى الأرض وبداية الخلق منذ 7 إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد الموجود في القرآن، وبين ما اكتشفه العلماء من هياكل عظمية بشرية بدائية تعود لمليون إلى مليون ونصف سنة.. ألا يدحر هذا كافة فرضية نزول آدم وبداية الخلق؟!

السؤال :

كيف يمكن التوفيق بين رواية نزول آدم إلى الأرض وبداية الخلق منذ 7 إلى 9 آلاف سنة قبل الميلاد الموجود في القرآن، وبين ما اكتشفه العلماء من هياكل عظمية بشرية بدائية تعود لمليون إلى مليون ونصف سنة.. ألا يدحر هذا كافة فرضية نزول آدم وبداية الخلق؟!



الجواب :

هذا الكلام مبني على أن آدم  هو أول بشر، وهذا ليس صحيحاً، فإن عندنا في الروايات الواردة عن المعصومين (ع) أن البشرية مرت بست دورات، وكل دورة كانت على الأرض ثم تنقرض وتأتي بعدها دورة أخرى، فآدم هو أول بشر من الدورة السادسة التي بدأت منذ سبعة آلاف سنة، وقد خُلق من التراب وأُسكن جنة من جنان الدنيا ثم أُمر بالنزول على الأرض مرة أخرى، ولعل في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} إشارة إلى المجتمعات
 البشرية التي كانت على الأرض قبل آدم؛ فإن كثيراً من المفسرين استظهر من هذه الآية أن هناك مجموعات بشرية عاشت على الأرض وكانت في صراع دائم وخلّفت الدمار وسفك الدماء.
إذن فليس هناك دليل من القرآن على أن آدم هو أول بشر عاش على الأرض إنما هو أول هذه الدورة السادسة من المجتمع البشري.
السيد منير الخباز
المصدر: موقع (www.almoneer.org) على الانترنت، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=781