في قول الله عز وجل {ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي}

السؤال :

في قول الله عز وجل {ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي}؛ هل تدخل (الوسوسة بالالحاد) في هذا المجال؟ وما هو الحل؟ وما هي كتب تثبيت العقيدة؟



الجواب :

جاء في كتب التفسير في معنى الآية الكريمة: أي: تأمر بالسوء أو كثيرة الأمر بالسوء والزلل [تفسير القمي، تفسير جوامع الجامع، تفسير مجمع البيان. في تفسير الآية الكريمة] وهو معنى عام يشمل كل ما كان سوءاً، والوسوسة بالإلحاد الوارد في السؤال لا شك أنها من السوء.
وأمّا الحل؛ فقد نستشفّه من الآية الكريمة نفسها حيث يقول تعالى: {إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} قال في مجمع البيان: >أي: إلا من رحمه الله تعالى، فعصمه بأن لطف له< [ج5، ص414]، فرحمة الله تعالى يمكن أن تشمل كل إنسان وتحميه من شر الوقوع في السوء إذا تهيّأت له دواعي الرحمة الإلهية. ودواعي رحمة الله تعالى كثيرة: منها: صيانة النفس من الوقوع في القبائح والرذائل بحيث لا يشكّل حاجزاً عن الوقوع في هذا المستنقع الخطير من المعاصي والذنوب قال تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة المطففين، 14] ومن الطبيعي أن مجالسة أهل
 الباطل والضلال يورد الإنسان المهالك على المستوى العقائدي خاصّة؛ لذا فمن الضروري الابتعاد عن مجالستهم، وبدلاً من ذلك القيام بمجالسة الصالحين والأخيار. ومن دواعي الرحمة الإلهية المداومة على ذكر الله تعالى، فلذلك آثار كبيرة وجليلة في حصول حالة الاطمئنان والسكينة في النفس، قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [سورة الرعد، 28]، وأيضاً عمل الصالحات {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [سورة الرعد، 29]، والطلب من
 الله تعالى ودعائه بصدق للثبات على الحق والخلاص من الباطل والابتعاد عن مخالفة أوامره تعالى، قال سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر، 60]. وفي الجملة، فإنّ باب الله تعالى مفتوح للجميع ورحمته وسعت كل شيء، كما قال عزّ وجلّ: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [سورة الأعراف، 156].
ويمكن للسائل الكريم الاستفادة من كتب تثبيت العقيدة التي كتبها علماؤنا الأعلام الذين نهلوا علومهم من معين القرآن الكريم وأهل بيت رسول الله (ص) حيث تواتر عنه (ص) أنّه قال في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه: >إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا<.
وأمّا المصادر المعتمدة في العقيدة فهي كثيرة وفي متناول الجميع ولله الحمد. وللاستفادة من الكتب والمصادر المعتبرة، يمكن الرجوع إلى موقع (الإمام الصادق عليه السلام) على شبكة الانترنت التابع لآية العظمى الشيخ السبحاني
http://imamsadeq.com
وموقع (مركز الأبحاث العقائدية)
www.aqaed.com

نسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على طريقه المستقيم، إنّه حميد مجيد.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=778