عذاب القبر

السؤال :

نقرأ في القرآن الكريم في سورة يس {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا...}
ونحن نعتقد بعذاب القبر فيبدو من سؤال الكفار انهم لم يذوقوا عذاب القبر لانهم عند مشاهدتهم العذاب بعد استيقاظهم من القبر يتعجبون منه



الجواب :

تُشير الآية الكريمة إلى عظم أهوال يوم القيامة وشدّة فزع ذلك اليوم بحيث أنّ ما كان من عذاب في القبر لا يعدو كونه نوماً ورقوداً مقارنة بذلك الموقف المهول للخطب الشديد على الإنسان الذي يجعل المرضع تذهل عن ولدها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى, فلا تنافي بين هذه الآية وبين عذاب القبر الذي أجمع علماء المسلمين بكل فرقهم على وقوعه.
لكن كما أسلفنا إنّ عظم هول المبعث جعل عذاب القبر عند هؤلاء كأنّه نوم ورقود. وهناك احتمال آخر في الآية مصدره روايات التفسير عند أهل السنّة، وهو أنّ عذاب القبر لا يتصل بيوم البعث فتكون النومة بعد عذاب القبر وقبل المبعث، فيفزعون من نومهم لما يرونه من فظاعة المحشر وهول يوم القيامة. وقد تنبه الشيخ الطوسي الى هذا الإشكال، وأجاب عنه في تفسيره بذكر كلا الاحتمالين فقال: >فان قيل: هذا ينافي قول المسلمين الذين يقولون: الكافر يعذب في قبره, لأنه لو كان معذباً لما كان في منام! قيل: يحتمل أن يكون العذاب في القبر ولا يتصل إلى يوم البعث, فتكون النومة
 بين الحالين, ويحتمل لو كان متصلاً أن يكون ذلك عبارة عن عظم ما يشاهدونه ويحضرون فيه يوم القيامة فكأنهم كانوا قبل ذلك في مرقد, وإن كانوا في عذاب لما كان قليلاً بالإضافة الى الحاضر< (التبيان: 8/466 - 467, دار احياء التراث).

- المصدر: موقع مركز الأبحاث العقائدية على شبكة الانترنت
www.aqaed.com


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=777