الفتح بالقرآن و ادعاء علم الغيب ، هل صحيح أم حرام وإثم؟

السؤال :

لدي صديقة حاولت اقناعي بالاتصال على شيخ يدعي العلم و العلاج بالقرآن ، بأن يفتح لي القرآن الكريم وبإمكانه أن يرى مستقبلي وماذا يجب أن أفعل وأعمل لأجلب لنفسي الخير وأبعد الشر عني من الشياطين والحسد فهل هناك شيء جائز مثل هذا؟ وهل صحيح ان باستطاعة انسان ان يفتح بالقرآن الكريم
أيضا كانت تحاول اقناعي بأن هذا الشيخ لديه القدرة ان يعالجني بأن ادفع له مبلغاً من المال وثم سيقرأ علي القرآن وسأنال ما أتمنى وحتى ان حاولت بمفردي ان اتقرب الى الله وأدعو لحاجتي سيبقى هناك حاجز يبطئ من اجابة الدعاء ما لم يعالجني وانه هو سبب من الأسباب وعلاجه سوف يساعدني
أرجوكم اريد اجابة وحلاً، فأنا غير مقتنعة بهذا الكلام وليس من الممكن أن إنساناً هو من يكون السبب بقضاء حاجتي ورب العالمين يسمعني أين وكيف ما كنت



الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
كل هذه الأحاديث هي من تسويلات الشياطين، وهي من الأساليب الخطيرة التي يراد بها العبث بمجتمعاتنا الإيمانية وبالخصوص المجتمع النسوي واستغلاله في سبيل تحقيق رغبات شخصية ومادية ومصلحية لكثير من المدعين أنهم من أهل العرفان أو من أهل الروحانية أو من أهل العلم وهم لا يملكون نصيباً لا من العرفان ولا من الروحانية ولا من العلم في شيء.
فإنّ من كان له نصيب من العلم في الفقه أو في العقيدة أو في الفكر الإسلامي فسوف ينعكس ذلك عليه إما في خطاباته أو في كتبه أو في أجوبته عن المسائل الفكرية، ومن كان له نصيب من العرفان أو من المعاني الروحية فسوف يظهر ذلك على علاقاته مع الناس وعلى مسجده وعلى أدعيته ومناجاته، وأمّا مجرّد الدعوى وراء الأستار والكواليس أنّ الإنسان من أهل العلم أو أنّه من أهل العرفان من أجل استغلال المجتمعات الإيمانية البسيطة ذكورية أو أنثوية فهذا خطر كبير يجب الالتفات إليه والتنبه له، وبالتالي فلا يُصغى لمثل هذه الإيحاءات والتسويلات الشيطانية، وعلى
 المؤمنين أن يلجؤوا في هذه القضايا الروحية إمّا إلى جهدهم الشخصي بالمداومة والمواظبة على قراءة القرآن الكريم وخصوصاً سورة ياسين وسورة الدخان وسورة الرحمن وسورة الواقعة وآية الكرسي والقلاقل الأربع، أو بالمواظبة على أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين والمداومة على الصدقة في كل يوم عند شروق الشمس وعند غروبها فإنّه يدفع كل شر وكل بلاء يحتمل وروده على الإنسان.
وإمّا أن يلجؤوا إلى العلماء الربّانيين أي: العلماء المعروفين بالفقاهة والاجتهاد والتقوى على مستوى عالم الإمامية لا على مستوى ضيّق خاص بحيث يكون مجالاً للريبة والشك.

- المجيب: سماحة العلامة السيّد منير الخباز، موقع (www.almoneer.org) على الانترنت، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=767