هل كانت لدى نبي الله موسى لثقة في لسانه؟ وان كانت ما سببها؟ وما مدى صحة اختبار فرعون لموسى وهو طفل بالتمر والجمر؟

السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي مسألة في القران الكريم في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)} صدق الله العظيم. هل كانت لدى نبي الله موسى لثقة في لسانه؟ وان كانت ما سببها؟ وما مدى صحة اختبار فرعون لموسى وهو طفل بالتمر والجمر؟ وهل صحيح ان ملك الوحى ابعد يد النبي عن التمر ووجهه الى الجمر؟ أفيدونا يرحمكم الله

الجواب : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. روي عن الإمام الباقر (ع) أنّه قال في كلام له: >وكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل كلما يلدون ويربي موسى ويكرمه ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوماً عند فرعون فعطس موسى فقال الحمد لله رب العالمين، فأنكر فرعون عليه ولطمه وقال ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها أي قلعها فآلمه ألماً شديداً بلطمته إياه فهمّ فرعون بقتله فقالت امرأته هذا غلام حدث لا يدري ما يقول ، فقال فرعون بل يدري ، فقالت امرأته ضع بين يديه تمراً وجمراً فان ميز بينهما فهو الذي تقول فوضع بين يديه تمر وجمر وقال له كل فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى فقالت آسية لفرعون ألم أقل لك إنه لا يعقل فعفا عنه< [تفسير القمي، ج2، ص136. عنه: بحار الأنوار، ج13، ص26-27. والبرهان في تفسير القرآن، ج4، ص257. وتفسير نور الثقلين، ج3، 337. وتفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب: ص303، في تفسير الآية الكريمة محل البحث] وهو ما جاء في قول بعض المفسّرين أنّ موسى (ع) كان في لسانه رتة لا يفصح معها بالحروف [الرتة هي العجلة في الكلام]، فاستجاب الله تعالى دعاءه، فأحلّ العقدة عن لسانه، لقوله سبحانه: {أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [انظر: تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 7، ص 18 – 19. تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 14، ص 146] وذهب البعض الآخر من المفسّرين إلى أنّ موسى (ع) طلب أن تكون له قدرة على البيان بأعلى المراتب فقال: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}، فصحيح أنّ امتلاك الصدر الرحب أهم الأمور والأسس، إلا أن بلورة هذا الأساس تتم إذا وجدت القدرة على إظهاره بصورة كاملة، ولذلك فإن موسى بعد طلب انشراح الصدر، ورفع الموانع والعقبات، طلب من الله حل العقدة من لسانه. خاصة وأنه بين علة هذا الطلب فقال: {يَفْقَهُوا قَوْلِي} فهذه الجملة في الحقيقة تفسير للآية التي قبلها، ومنها يتضح أن المراد من حل عقدة اللسان لم يكن هو التلكؤ وبعض العسر في النطق الذي أصاب لسان موسى ( عليه السلام ) نتيجة احتراقه في مرحلة الطفولة - كما نقل ذلك بعض المفسرين عن ابن عباس - بل المراد عقد اللسان المانعة من إدراك وفهم السامع، أي: أريد أن أتكلم بدرجة من الفصاحة والبلاغة والتعبير بحيث يدرك أي سامع مرادي من الكلام جيداً. والشاهد الآخر على هذا التعبير هي الآية من سورة القصص: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا}. فكلمة " أفصح " هي في الأصل: كون الشيء خالصاً من الشوائب، ثم أطلقت على الكلام البليغ المعبر الخالي من الحشو والزيادات [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج9، ص 547 - 548].

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=752