دائماً تمر علي آيتان في سورة الاحزاب وأقف عندها لكن احس لها علاقة في النحو اتمنى منك التوضيح ففي الآيات توجيه الخطاب للذكر بدل المؤنث

السؤال :

دائماً تمر علي آيتان في سورة الاحزاب  وأقف عندها لكن احس لها علاقة في النحو اتمنى منك التوضيح ففي الآيات توجيه الخطاب للذكر بدل المؤنث في {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل ...} {يا نساء النبي من يأت منكن  بفاحشه يضاعف..}، لما الخطاب موجه للذكر مع ان الخطاب موجه بالتحديد للنساء؟



الجواب :

الخطاب في الآيتين (31-32) من سورة الأحزاب، هو بخصوص نساء النبي (ص) من مضاعفة الأجر مرّتين لمن عملت منهنّ عملاً صالحاً، ومضاعفة العذاب ضعفين لمن يأتي منهنّ بفاحشة مبيّنة (في الآية التي سبقت هاتين الآيتين)، وذلك لمكانتهن من رسول الله (ص) فالحكم هنا مختص بنساء النبي (ص)، لكن يظهر من الروايات الشريفة أن الحكم يشمل أيضاً عامة أهل بيت النبي (ص) من باب الأولوية أو أنّه (الأحرى) كما جاء في لفظ بعضها.

قال الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان (ج8، ص152-153): >وذلك لأن نعم الله سبحانه عليهن أكثر ، لمكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهن ، ولنزول الوحي في بيوتهن . فإذا كانت النعمة عليهن أعظم وأوفر ، كانت المعصية منهن أفحش ، والعقوبة بها أعظم وأكثر ... وروى محمد بن أبي عمير ، عن إبراهيم ابن عبد الحميد ، عن علي بن عبد الله بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين زين العابدين ، أنه قال له رجل : إنكم أهل بيت مغفور لكم . قال : فغضب وقال : نحن أحرى أن يجري فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن نكون كما تقول . إنا نرى لمحسننا ضعفين من الأجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب . ثم قرأ الآيتين<.

أمّا إذا كان سؤالكم بخصوص الآية (33) من سورة الأحزاب {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} أنّها كيف جاءت في سياق الخطاب لنساء النبي (ص) والمراد منها أهل البيت(ع)؟

فالجواب هو أنّنا لو لاحظنا المقطع الثاني من الآية أعلاه {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} لوجدنا أنّه انتقل إلى صيغة جمع المذكّر (عنكم) و (يطهركم)، وواضح هنا أنّ الخطاب لم يوجّه إلى جمع نساء النبي (ص) وإلا لجاء بصيغة المؤنث (عنكن) و (يطهركن) ـ كما في سياق الآيات الحافّة بالآية  الكريمة ـ .

قال في تفسير (الأمثل) في الآية الكريمة: >أن الضمائر التي وردت في الآيات السابقة واللاحقة ، جاءت بصيغة ضمير النسوة ، في حين أن ضمائر هذه القطعة من الآية قد وردت بصيغة جمع المذكر ، وهذا يوحي بأن هناك معنى آخر هو المراد< [الأمثل، ج13، ص238].

وقال الشيخ الطبرسي ره: >ومتى قيل : إن صدر الآية وما بعدها في الأزواج ؟ فالقول فيه : إن هذا لا ينكره من عرف عادة الفصحاء في كلامهم ، فإنهم يذهبون من خطاب إلى غيره ، ويعودون إليه ، والقرآن من ذلك مملوء ، وكذلك كلام العرب وأشعارهم ... والخطاب وإن اختص بهن ، فغيرهن يشاركهن فيه ، لأن بناء الشريعة على القرآن والسنة< [مجمع البيان، ج8، 158]

ومن جهة أخرى: الروايات الكثيرة الواردة من الفريقين على أنّ الآية نزلت في أهل البيت (ع) وهم: النبي (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (ع) [لاحظ: مجمع البيان، ج8، ص156 وبعدها. الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي، ج8، ص41 وبعدها. وغير ذلك من التفاسير والمجاميع الروائية في الآية محل البحث].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=750