ما هي الاستعاذة، وكيف تناولها القرآن الكريم والروايات الشريفة وأكّد عليها لتكون سبباً لرقيّ الإنسان ورفعته؟

السؤال : ما هي الاستعاذة، وكيف تناولها القرآن الكريم والروايات الشريفة وأكّد عليها لتكون سبباً لرقيّ الإنسان ورفعته؟

الجواب : الاستعاذة لغةً: طلب العوذ، والعوذ: الالتجاء والاعتصام. وقيل: الاستعاذة هي الاستجارة. واصطلاحاً: قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ونحوه ممّا يدلّ على الاستعاذة بالله والالتجاء إليه من الشيطان الرجيم. والشيطان: كلّ متمرّد من الجن والإنس والدواب، ولذلك قد يستعاذ بالله من شر كل ذي شر. [انظر: الموسوعة الفقهية الميسّرة، الشيخ محمد علي الأنصاري، ج2، ص357] ولا شك أنّ الذنوب والمعاصي هي من أشدّ أنواع الشرور والآفات التي تفتك بالإنسان وتمنعه من الارتقاء في سلّم الكمال؛ لذا وجب عليه أن يتعوّذ بالله تعالى من كلّ أمر يوجب الانزلاق في ذلك المنحدر الخطير المتمثّل بمعصيته تعالى ومخالفة أوامره. وواضح أنّ هذا الخطر أعمّ وأعظم من جميع الأخطار المادّية التي يتعرّض لها الإنسان في هذه الحياة الدنيا بين حينٍ وآخر، لكونها تهدّد دينه وعقيدته وصلته بالله عزّ وجلّ. ومن أهمّ الأمور الباعثة على ذلك: وسوسة شياطين الإنس والجن وتسويل النفس، قال الله عزّ وجلّ: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِالشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [سورة المؤمنون، 97-98]، وقال جلّ جلاله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [سورة الناس: 1-6]، وقوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة يوسف، 53].وكان من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الاستعاذة من المكاره، وسيّئ الأخلاق، ومذامّ الأفعال: >اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص وسورة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصبر، وقلة القناعة، وشكاسة الخلق وإلحاح الشهوة، وملكة الحمية ومتابعة الهوى، ومخالفة الهدى، وسنة الغفلة، وتعاطي الكلفة، وإيثار الباطل على الحق، والإصرار على المأثم، واستصغار المعصية، واستكبار الطاعة ومباهاة المكثرين والإزراء بالمقلين، وسوء الولاية لمن تحت أيدينا، وترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا، أو أن نعضد ظالماً، أو نخذل ملهوفاً، أو نروم ما ليس لنا بحق،أو نقول في العلم بغير علم. ونعوذ بك أن ننطوي على غش أحد، وأن نعجب بأعمالنا، ونمد في آمالنا، ونعوذ بك من سوء السريرة واحتقار الصغيرة وأن يستحوذ علينا الشيطان، أو ينكبنا الزمان، أو يتهضمنا السلطان. ونعوذ بك من تناول الاسراف، ومن فقدان الكفاف، ونعوذ بك من شماتة الأعداء، ومن الفقر إلى الأكفاء ومن معيشة في شدة وميتة على غير عدة، ونعوذ بك من الحسرة العظمى والمصيبة الكبرى، وأشقى الشقاء، وسوء المآب وحرمان الثواب، وحلول العقاب. اللهم صل على محمد وآله، وأعدني من كل ذلك برحمتك وجميع المؤمنين والمؤمنات، يا أرحم الراحمين< [الصحيفةالسجادية، الدعاء 26].

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=749