هناك أشخاص لا يمتنعون من العمل في أيّ مجال للحصول على الثروة أو القدرة، وليس لديهم ذلك الورع الذي يحجزهم عن الوقوع في المعاصي، هؤلاء الأشخاص كيف خاطبهم القرآن الكريم؟

السؤال :

هناك أشخاص لا يمتنعون من العمل في أيّ مجال للحصول على الثروة أو القدرة، وليس لديهم ذلك الورع الذي يحجزهم عن الوقوع في المعاصي، هؤلاء الأشخاص كيف خاطبهم القرآن الكريم؟



الجواب :

نهى الله تعالى عن أكل الأموال بالباطل ومن غير حلّها؛ لأنّ هذا الأمر سيؤدّي إلى الفساد في الأرض وسيفضي إلى التنازع بين الناس والإخلال بالنظم في الحياة، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [سورة النساء: 29].

وفي المقابل؛ حثّ الله تعالى على الرجوع إلى القيم والمبادئ التي دعا إليها، وأن لا تكون الأموال وعرض الحياة الدنيا، حاجزاً لهم عن الانتهال من هذا النور والنبع الصافي الذي نجده في ذكر الله سبحانه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة:  {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [سورة النور: 37]، ولا يخفى ما في ذلك من ألطاف وعطايا إلهية عظيمة وجليلة، ومن حُرم ذلك فهو على خسران مبين.

وكذلك، من أراد أحد الاستكبار والاستعلاء على أبناء جنسه أو حتى على الله ـ سبحانه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ـ ، فهو دليل على أنّ هذا الشخص جاهل بنفسه وأنّ أفعاله هذه مخالفة لفطرة الله التي فطر الناس عليها من نبذٍ للتكبّر والإفساد في الأرض وأهلهما، بالإضافة إلى أنّ المتكبّر غير ملتفت بما سيؤول إليه من العرض أمام الله تعالى في يوم القيامة؛ فقد أشار القرآن الكريم إلى قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة القصص: 83]، فالاستقامة في هذه الحياة الدنيا وتقوى الله سبحانه وتعالى وترك الافساد والاستعلاء له نتيجة طبيعية؛ وهي الفوز برضا الله تبارك وتعالى ونيل ثوابه، وبالتالي الفوز بالدار الآخرة، قال عزّ وجلّ: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [سورة الكهف: 46].

المجيب: القسم الثقافي في دار السيّدة رقيّة (عليها السلام) للقرآن الكريم

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=706