هل نزل القرآن للناس فقط أم أنّ الجن مخاطبون به أيضاً ويمكنهم أن يهتدوا به؟

السؤال :

هل نزل القرآن للناس فقط أم أنّ الجن مخاطبون به أيضاً ويمكنهم أن يهتدوا به؟



الجواب : قال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ـ إلى قوله ـ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سورة الأحقاف: 29-32]، هذا كلّه حكاية عن الجنّ، وكان سبب نزول هذه الآية أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خرج من مكّة إلى سوق عكاظ ومعه يزيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام فلم يجبه أحد ولم يجد من يقبله، ثمّ رجع إلى مكة فلمّا بلغ موضعاً يُقال له: وادي مجنة، تهجّد بالقرآن في جوف اللّيل، فمرّ به نفر من الجنّ فلمّا سمعوا قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) استمعوا له، فلمّا سمعوا قراءته قال بعضهم لبعض: {أَنْصِتُوا} يعني اسكتوا {فَلَمَّا قُضِيَ}؛ أي: فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من القراءة {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ ـ إلى قوله ـ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فجاؤوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأسلموا وآمنوا وعلّمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) شرائع الإسلام، فأنزل الله على نبيه {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} السورة كلّها، فحكى الله قولهم، وولّى عليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منهم كانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في كل وقت، فأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يعلّمهم ويفقّههم، فمنهم مؤمنون، ومنهم كافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان. [تفسير القمّي: ج2، ص300].

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=705