هل التربية الجنسية للأبناء تقع على عاتق الأب والاُم؟ وما هي الاُمور المهمّة التي تطرّق إليها القرآن الكريم في هذا الموضوع وينبغي أن تُؤخذ في نظر الاعتبار؟

السؤال : هل التربية الجنسية للأبناء تقع على عاتق الأب والاُم؟ وما هي الاُمور المهمّة التي تطرّق إليها القرآن الكريم في هذا الموضوع وينبغي أن تُؤخذ في نظر الاعتبار؟

الجواب :

نذكر كنموذج لهذا الأمر؛ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة النور: 58].

وهذا الخطاب متوجّه إلى الوالدين والمتولّين لأمر تربية الأبناء، من لم يصل منهم إلى مرحلة البلوغ، بحثّهم على الاستئذان في ثلاثة أوقات:

1- قبل صلاة الفجر.

2- عند الظهيرة (حين يضع الأبوان ثيابهما).

3- بعد صلاة العشاء.

وقد عدّ القرآن الكريم هذه الأوقات: عورات، وهي إشارة إلى أنّها ساعة غفلة وإلى خطورتها أيضاً على الطفل؛ لأنّ هذه الأوقات الثلاثة إنّما هي مظنّة لكشف العورة حيث يضع الإنسان ثيابه، وعدم مراعاتها سيُؤثّر سلباً على تربية الأطفال المراهقين غير البالغين ويمكن أن تستثيرهم سلباً، ومن هنا فإنّ الآباء مخاطبون ومكلّفون بشكل مباشر بإرشاد أطفالهم الذين دخلوا في هذه المرحلة التي هي مرحلة مفصلية في حياة الطفل الجنسية؛ لأنّ هذا الطفل على أعتاب أن يكون إنساناً بالغاً، فلا بدّ من إعداده بما يتناسب مع المُثل الأخلاقية التي دعا إليها القرآن المجيد بوضع قوانين وآداب تتكفّل بتنظيم سلوكيّاته في اتجاه صحيح وتسير به إلى طريق غير محفوف بالمخاطر، وبذلك سنربّي جيلاً صالحاً في المستقبل، وهذا يقع على عاتق الاُسرة قبل غيرها؛ لأنّ أصغر خليّة في المجتمع هي عبارة الاُسرة التي يعيش تحت ظلّها الطفل، فإن لم تتوجّه إليه بشيء من الاهتمام فلا ننتظر من مجتمعنا أن يكون مجتمعاً صالحاً ومستقيماً، وإن كان في هذه المرحلة  المهمّة بالخصوص.

وأمّا إذا بلغ الأطفال الاحتلام فيظهر من الآية الثانية كون الأمر بالاستئذان تكليفاً، قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة النور: 59].

المجيب: دار السيّدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم / القسم الثقافي

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=704