ما الفرق بين القلب والفؤاد ومجالات استخدامهما في القرآن الكريم؟

السؤال :

ما الفرق بين القلب والفؤاد ومجالات استخدامهما في القرآن الكريم؟



الجواب :

يعبّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الروح والعلم والشجاعة وغير ذلك، وقوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [سورة الأحزاب: 10]؛ أي: الأرواح، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [سورة ق: 37]؛ أي: علم وفهم، وقوله: {وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} [سورة الأنفال: 10]؛ أي: تثبّت به شجاعتكم ويزول خوفكم، وقوله: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [سورة الأحزاب: 53]؛ أي: أجلب للعفّة [راجع: مفردات غريب القرآن، الراغب الاصفهاني: مادّة (قلب)] وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [سورة الأنعام: 25]، ففي الواقع كانت عقولهم وأفكارهم منغمسة في التعصّب الجاهلي الأعمى، وفي المصالح المادّية والأهواء، بحيث أصبحت وكأنّها واقعة تحت الأستار والحواجز، فلا هم يسمعون حقيقة من الحقائق، ولا هم يدركون الأمور إدراكا صحيحاً< [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: ج4، ص248].

 أمّا الفؤاد فهو كالقلب؛ لكن يقال له: فؤاد، إذا اعتبر فيه معنى التفؤّد؛ أي: التوقّد، فتحدث فيه حالة التفسير والتحليل والابتكار، قال تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [سورة النجم: 11]، {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء: 36]، {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [سورة الهمزة: 6-7]، وغيرها من الآيات الكريمة. [راجع: مفردات غريب القرآن: مادّة: (فأد)].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=702