ما هو مفهوم ومقام الصادقين في القر آن الكريم؟
|
السؤال :
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: 119]؛ ما هو مفهوم ومقام الصادقين في القر آن الكريم؟
الجواب : لا ينحصر مفهوم الصدق والصادقين في الاصطلاح القرآني في حدود الصدق في القول والكلام الذي يعني مطابقة القول لمقتضى الحال والواقع؛ بل يتّسع معنى الصدق ومفهوم الصادقين في الاصطلاح القرآني ليشمل ـ علاوة على صدق القول والكلام ـ صدق الحال الإنساني من الأفعال والصفات والأخلاق والاعتقادات، ومطابقتها جميعاً للخطّ القرآني والمعارف والأوامر الإلهيّة المرسومة في القرآن الكريم، فأعلى درجات الصدق في المفهوم القرآني هي تكامل ثلاث مراتب: المرتبة الاُولى: صدق اللّسان (صدق الكلام والأقوال). المرتبة الثانية: صدق الجوارح (صدق الأفعال والصفات والأخلاق). المرتبة الثالثة: صدق الجوانح (صدق الاعتقادات في المرتبة القلبيّة والعقليّة). مثال قرآني على ذلك: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [سورة الزمر: 33]. الذي جاء بالصدق: الصدق هو القرآن، والذي جاء به هو الصادق الأمين (ص)، والذي صدّق به آمن به؛ آمن بالقرآن الذي هو الصدق، فأصبح على المستوى النظري يحمل حقيقة المعارف القرآنية عقلاً وقلباً، وعلى المستوى العملي قرآناً مجسّداً في أخلاقه وأفعاله. وفي روايات أهل البيت(ع) أنّ المقصود بـ{وَصَدَّقَ بِهِ} هو علي (ع)؛ الذي هو رمز الإمامة وبوّابتها، فيسري هذا المعنى على باقي الأئمّة (ع). المجيب: جعفر الشيخ الستري الأمجدي، بتصرّف يسير |