عند مطالعتنا لكتب التجويد أو لدروس بعض الأساتذة في الفضائيات، نرى وجود اختلاف كبير في كيفية النطق بحرف الضاد, فما هو الرأي الأصوب في هذا المجال؟ مع الإيضاح ولكم الشكر الجزيل.

السؤال : عند مطالعتنا لكتب التجويد أو لدروس بعض الأساتذة في الفضائيات، نرى وجود اختلاف كبير في كيفية النطق بحرف الضاد, فما هو الرأي الأصوب في هذا المجال؟ مع الإيضاح ولكم الشكر الجزيل.

الجواب :

نعم، يوجد اختلاف في نطق حرف الضاد بين مدارس التجويد, ونحن نذكر أهمّها:

·       الرأي الأوّل: مخرج حرف الضاد يتكوّن بإيجاد تماس خفيف بين إحدى حافّتي اللّسان يساراً أو يميناً مع ما يحاذيها من الأضراس في الحنك الأعلى مع بيان صفة الرخوة بشكل واضح, وبسبب هذا الميل الكامل للّسان نرى أنّه توجد فيه صفة الاستطالة, وهذه الصفة مختصّة بحرف الضاد فقط؛ لابتعاده عن باقي الحروف, وطول المخرج أيضاً.

·       الرأي الثاني: مخرج حرف الضاد يتكوّن بضغط طرف اللّسان باللّثّة خلف الثنايا العليا مع بيان صفة الاستعلاء والإطباق, وهذا المخرج هو في الواقع مخرج الحروف النطعية, وفي هذا الرأي يتمّ أداء الضاد وكأنّها دالاً مفخّمة.

·       الرأي الثالث: مخرج حرف الضاد يتكوّن بإيجاد تماس بين كلا حافّتي اللّسان مع ما يحاذيهما من الأضراس في الحنك الأعلى في آن واحد, مع سحب اللّسان إلى الخلف لارتفاع أقصاه بسبب صفتي الاستعلاء والإطباق, وبعد ذلك يتقدّم اللّسان إلى الأمام مع إيجاد تماس في مخرج اللام بالضغط على اللّثّة، وبهذا الشكل يتمّ بيان صفة الاستطالة في هذا التعريف, والصوت الناتج يكون في حال تقدّم اللّسان إلى الإمام.

نحن نرى أنّ الرأي الأوّل هو الأصوب, وذلك بسبب أنّ الرأيين الآخرين يوجد في تطبيقهما إشكالات، وهي كالتالي:

·       في كلا الرأيين يتّصف الأداء بصفة الشدّة مع أنّ الضاد ليست من حروف الشدّة، وهذا الأمر له تبعات في النطق لبعض الكلمات القرآنية، مثل:

فَمَنِ اضطُرَّ (النحل: 115) -  المُضطَرَّ (النمل: 62)  أَفَضتُم (النور: 14) - عَرَّضتُم(البقرة:235)

ففي هذه الكلمات، لا يمكن النطق بحرف الضاد بسبب الادغام الذي يحصل بين الضاد الساكنة وحرفي الطاء والتاء, أمّا في الرأي الأوّل وبسبب وجود صفة الرخوة في الأداء يمكن النطق بحرف الضاد.

·       أمّا في الرأي الثاني مع أنّ التعريف الاصطلاحي ينصّ على أنّ التماس يكون بين كلا الحافتين مع الأضراس، ولكن في الجزء الثاني من التعريف يكون إنتاج الصوت في محل تماس طرف اللّسان مع اللّثّة في مخرج حرف اللام, وإذا كان مجرّد تماس بدون أيّ تدخّل في الأداء الصوتي فإنّ في نطق النون والدال والتاء والطاء و ... يوجد هذا التماس أيضاً.

وهذا فهمُنا في هذا العلم، مع الشكر الجزيل لجميع الناشطين في تعليم القرآن الكريم والحمد لله ربّ العالمين.

المجيب:

                                                                        الاُستاذ حيدر الكعبي


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=676