علاقة الربوبية بالسماوات والأرض

السؤال : لماذا يحدد الله تعالى في الكثير من نصوص القرآن الكريم مستوى ربوبيته وكبريائه ونوره وسلطته بـ (السماوات والأرض)؟ أليست حدوده (جَلَّ وعلا) أوسع من ذلك؟

الجواب :

(السموات والأرض) أخذتا كمصداق تمثيلي وليس حصري لمجال ربوبية الله تعالى. والتحليل اللغوي لمفردة (رب) يجعلها صفة من صفات فعله تعالى، فـ (رب) مشتقة من (التربية) وربُّ كلِّ شيءٍ مالِكُه، والرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغَة على (المَالِكِ) و(السَّيِّدِ) و(المُدَبِّر) (والمُرَبِّي) و(المُتَمِّمِ)، ولاَ يُطْلَقُ مع الألف واللام على ِغَيْرِ اللهِ (عَزَّ وجَلَّ). وعليه فالربوبية بالنسبة لله سبحانه لا تنسب إلا مع وجود (المربوب) وعوالمه التي هي مجال ملكه وتدبيره.

وعبارة أخرى: الربوبية والتدبير مرجعهما إلى الخالقية، وهذه الصفة الأخيرة من صفات الفعل التي لا تحمل عليه تعالى إلا بعد تحقق متعلقها وهو وجود (المخلوق) وعالم المخلوقات.

ومن هنا نفهم من النصوص القرآنية حيث تذكر مجالات الربوبية تارة مقيدة بـ (السماوات والأرض)، وتارة بـ (العالمين) وتارة بدون تقييد، لا تستهدف الإ إشارة إلى نفي تعدد الأرباب في جميع هذا المجالي وتوحيدها في الله تعالى.

وهذا الكلام ينطبق على بقية الصفات أيضاً؛ فالكبرياء هو السلطان القاهر والعظمة القاهرة، وكونه نور السماوات والأرض أي منورهما بإخراجهما للوجود.

 المجيب: مؤسسة الامام الجواد عليه السلام للفكر والثقافة

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=646