إن القرآن نزل لجميع البشر، و جاء لكل العصور، فمع الالتفات إلى هذا الأصل، كيف يمكن استنباط حكم في المسائل و الموضوعات المستحدثة من القرآن الكريم، و الحال أنه لم يرد ذكر لهذه الأمور في القرآن الكريم؟

السؤال : إن القرآن نزل لجميع البشر، و جاء لكل العصور، فمع الالتفات إلى هذا الأصل، كيف يمكن استنباط حكم في المسائل و الموضوعات المستحدثة من القرآن الكريم، و الحال أنه لم يرد ذكر لهذه الأمور في القرآن الكريم؟ 

الجواب :

  بما أن القرآن الكريم كتاب حياة و رسالة أبدية، فقد ذكر الخطوط العامة، ثم بيّن جزئياتها للناس أيضاً من خلال أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أن الله دوّن القرآن على أنه الدستور الأساسي، ثم قال للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم): «و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم»(1)، فجعل النبي مبيّناً و مفسّراً، أي أنه علّمه العلوم القرآنية فعرضها النبي على أهل البيت و على الناس أيضاً. و إن الحظّ الأوفر من تلك العلوم كان عند أهل البيت، و قد قال النبي: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي»(2)، فيمكن عبر مجموع آيات القرآن، و روايات أهل البيت (عليهم السلام) استخراج الحكم لكل حادثة، و من جانب آخر فإن القرآن و العترة الطاهرة أيضاً، قد اعتبروا العقل أحد المصادر القوية، فإن حكم العقل بشيء فهذا کلام رسول الله: «إن لله على الناس حجتين»(3). فإن حكم العقل بأن هذا الشيء مضرّ يكون العمل به حراماً، و لو حكم بأن هذا الشيء مفيد و ضروري يكون العمل به إما واجباً أو مستحباً، لأن العقل حين أصبح حجة إلهية و ثبت من خلاله بالقطع أن هذا مضر أو نافع، يكون العمل به شرعياً. فبالنظر إلى أن القرآن قد ذكر الخطوط العامة، و بيّنت الروايات الخطوط الجزئية، و أن العقل هو من حجج الله، يظهر من مجموع ذلك أن الإنسان جالس على مأدبة الدين إلى يوم القيامة.

ـــــــــــ

1- سورة النحل، الآية 44.

2- مستدرك الوسائل،ج3، ص355.

3- أصول الکافي، ج1، ص15.

لقاء سماحة الأستاذ مع صحيفة دي مسلم الباكستانية، 25 / 9 / 1417 هـ.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=604