يقول البعض أخيراً بتحريف القرآن. تحدّثوا لنا عن مسألة عدم تحريف القرآن

السؤال :

يقول البعض أخيراً بتحريف القرآن. تحدّثوا لنا عن مسألة عدم تحريف القرآن



الجواب :

  القرآن الكريم الذي وصلنا، هو عين القرآن الذي خرج من الشفتين الطاهرتين للرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) و ما سُمع من شفتيه الطاهرتين، هو عين ما أنزله الله على قلب النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) و ما نزل على قلبه، هو عين ما تنزّل من الذات القدسية لله. و تدلّ على هذا الموضوع العديد من الأدلة العقلية و النقلية. الدليل العقلي للمسألة هو أن الله لا يترك عباده من دون هاد و مرشد أبداًً «كفى بربك هادياً و نصيراً»(1). فلو أن ديناً كان خاتم الأديان، و نبيّ ذلك الدين، خاتم الأنبياء و كان الدين قابلاً للتحريف، فإن معنى ذلك أن الله سبحانه قد أعرض عن هداية البشر. لأنه أرسل كتاباً و ديناً تعرض هذا الدين في خضمّ الأحداث للزيادة و النقصان و أصيب بالنقص في سلامته و صحته. إذن فهو دين باطل، أي أن الله قد أوكل البشر إلى أنفسهم و هذا لا يتلاءم و حكمته. و الدليل النقلي نفس القرآن الكريم. فقد قال في سورة الحجر المباركة: «إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون»(2)، و قال في سورة فصّلت: «و إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد»(3)، فإن هذا الكتاب السماوي يتحلى بعزة إلهية، و لا يتغلغل فيه أي باطل. فلو صار القرار أن يُحرّف القرآن، و أن ينفذ إليه الأجنبي فينقص منه أو يزيد عليه، لكان هذا القرآن يقبل البطلان؛ و الحال أن الله قد قال فيه: «لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه»، فلا يمكن أن يُبطل القرآن شيئاً لا في وقت نزول نفس القرآن، و لا بعد نزوله، و لا بعد رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم).

__________________

1- سورة الفرقان، الآية 31.

2- سورة الحجر، الآية 9.

3- سورة فصلت، الآية 42.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=580