هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات؟

السؤال :

هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات؟

 إذا اتضح لدينا أهمية وفضيلة تلاوة القرآن، وعلمنا بأن الله بات يكلمنا من خلال هذا القرآن. وتذوقنا تلاوته بطهارة الباطن والأنس به، عندئذ لا نرضى بالابتعاد عن القرآن، ولا نحرم أنفسنا من هذا الفيض العظيم أبداً، ولو بتلاوة خمسين آية في اليوم على الأقل. إن الله سبحانه جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحت ولايته مباشرة وقال ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾



الجواب :

إذا اتضح لدينا أهمية وفضيلة تلاوة القرآن، وعلمنا بأن الله بات يكلمنا من خلال هذا القرآن. وتذوقنا تلاوته بطهارة الباطن والأنس به، عندئذ لا نرضى بالابتعاد عن القرآن، ولا نحرم أنفسنا من هذا الفيض العظيم أبداً، ولو بتلاوة خمسين آية في اليوم على الأقل. إن الله سبحانه جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحت ولايته مباشرة وقال ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾(1). فهذه الآية الكريمة تحتوي على عدة أمور: يقول فيها أولاً أن الله هو ولي رسول الله ﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ﴾، وثانياً: ان الله الذي هو ولي رسول الله قد أنزل القرآن ﴿الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ﴾، وثالثاً: أن الله هو متولّي الصالحين ﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾. مع ملاحظة هذه المسائل الثلاث نفهم أن الطريق الى ولاية الله للإنسان، هو أن يكون الإنسان صالحاً، ومالم يكن كذلك لا يدخل في ولاية الله، ولايقبل الله أن يتولاه، وافضل طرق الصلاح هو الأنس مع القرآن، وهذه الجملة القائلة أن ولي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الله الذي أنزل القرآن هي من باب تعليق الحكم على الوصف وهو مشعر بالعلية، يعني إذا عمل أحد بالقرآن صار صالحاً، وإذا أراد الله أن يتولى أحداً يُعمل ولايته وتدبيره عن طريق القرآن. ولهذا الدليل يقول ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ﴾(۲) وكونوا مأنوسين به. حتى ولو كانت بعض آياته وسوره غير واضحة لديكم، ولا تقولوا ما هي ثمرة القراءة العارية من الفهم، لأن القرآن ليس بكلام إنسان حتى لا تنفع قراءته من دون فهم معناه؛ بل هو نور إلهي قراءته عبادة لوحدها وإن لم يرق الإنسان إلى معناه.

ـــــــــ

۱- سورة الأعراف، الآية 196.

2-. المصدر: قرآن در قرآن ص239 و240، «القرآن في القرآن».


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=568