ألا تتنافى الآية الكريمة ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تقدّمَ مِن ذَنبِكَ وما تأخرّ ) مع عصمة النبيّ صلّى الله عليه وآله ؟

السؤال : ألا تتنافى الآية الكريمة لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تقدّمَ مِن ذَنبِكَ وما تأخرّ   مع عصمة النبيّ صلّى الله عليه وآله ؟


الجواب : ذكر العلماء في شرح هذه الآية وتفسيرها أموراً عديدة، منها أنّ لام التعليل في « لِيَغفِرَ » لها دلالة على تعظيم الله تعالى نبيَّه الكريم. ومن الواضح الجليّ أنّ الفتح المبين لا يكون علّة لمغفرة الذنوب والمعاصي، وأنّ مَنْحَ النعمة والنصر لا يُزيل أثر الذنب وكُفران النِّعم. بل إعطاء النعمة والفتح والنصر للتقدير والجزاء وليس لمحو الذنب والمعصية.
وبالالتفات إلى هذا المعنى، فإنّ المراد بـ « الذنب » في الآية الكريمة هو الصعوبات والمشكلات التي اعترضت ـ وستعترض ـ دعوة النبيّ صلّى الله عليه وآله في السابق وفي المستقبل، فبهذا الفتح المبين والنصر المؤزّر زالت آثار المشكلات وتذلّلت الصعوبات، وسيكون النبيّ صلّى الله عليه وآله ودعوته ودينه مَصونين محفوظين.
يشهد على هذا المعنى أنّ الذنب ـ كما في كلمات علماء اللغة ـ يُطلق على شيء له عاقبة سيّئة وخيمة.
والغفران والمغفرة هي الصون من سوء عاقبة العمل. والمغفرة في الآية الكريمة تعني صون النبيّ صلّى الله عليه وآله ودينه ودعوته من مكر الكفّار والمنافقين وأعداء الله تعالى وإحباط مؤامراتهم، وهذا المعنى يتناسب مع الفتح المبين.
وذكر الشيخ الطبرسي في تفسير مجمع البيان أنّ المراد: ليغفر لك اللهُ ما تقدّم من ذنب أمّتك وما تأخرّ بشفاعتك. وأراد بذكر التقدّم والتأخّر ما تقدّم زمانُه وما تأخّر... وحَسُنت إضافة ذنوب أمّته إليه صلّى الله عليه وآله للاتّصال والسبب بينه وبين أمتّه. ويؤيّد هذا الجواب ما رواه المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: سأله رجلٌ عن هذه الآية، فقال: واللهِ، ما كان له ذنب، ولكنّ الله سبحانه ضَمِن له أن يغفر ذنوبَ شيعة عليٍّ عليه السّلام ما تقدَّم من ذنبهم وما تأخّر

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=553