هل يصح التفاؤل بالقرآن الكريم ؟ وبأي معنى ؟

السؤال : هل يصح التفاؤل بالقرآن الكريم ؟ ام انه محرم ؟ واذا جاز التفاؤل فبأي معنى ؟

الجواب :

يجوز التفاؤل بالقرآن بان يستكشف من آياته ما يجب ان يفعله في المستقبل، وهناك دعاء لأجل ذلك موجود في هامش مفاتيح الجنان المسمى بالباقيات الصالحات، ولعلّه هو الاستخارة المعروفة.
نعم يكره التفاؤل بالقرآن بمعنى التطيّر بحيث اذا خرجت آية تدل على العذاب يتطيّر بها، ويحمل ذلك على نزول عذاب او مصيبة عليه، وهذا هو معنى قول الصادق عليه السلام : (لا تتفأل بالقرآن) الوارد في بعض الروايات.
ويظهر من صاحب الوافي (الفيض الكاشاني) جواز الاستخارة وحرمة التفاؤل بالقرآن مطلقاً، قال : (انه لا ينافي هذا _أي حرمة التفاؤل بالقرآن_ ما اشتهر اليوم بين الناس من الاستخارة بالقرآن على النحو المتعارف بينهم، لأن التفاؤل غير الاستخارة..)
وقال : (.. فإن التفأل إنما يكون فيما سيقع و يتبين الأمر فيه كشفاء مريض أو موته و وجدان الضالة أو عدمه و ماله إلى تعجيل تعرف علم الغيب.
و قد ورد النهي عنه و عن الحكم فيه بتة لغير أهله و كره التطير في مثله بخلاف الاستخارة فإنه طلب لمعرفة الرشد في الأمر الذي أريد فعله أو تركه و تفويض للأمر إلى اللَّه سبحانه في التعيين و استشارة إياه عز و جل كما قال ع في مرفوعة علي بن محمد السابقة هكذا تشاور ربك و بين الأمرين فرق واضح و إنما منع من التفأل بالقرآن و إن جاز بغيره إذا لم يحكم بوقوع الأمر على البت لأنه إذا تفأل بغير القرآن ثم تبين خلافه فلا بأس بخلاف ما إذا تفأل بالقرآن ثم تبين خلافه فإنه يفضي إلى إساءة الظن بالقرآن و لا يتأتى ذلك في الاستخارة به لبقاء الإبهام فيه بعد و إن ظهر السوء لأن العبد لا يعرف خيره من شره في شي‏ء قال اللَّه تعالى {عَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‏ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}).
ولكن في بعض الروايات ان الامام السجاد عليه السلام تفاءل بالقرآن في تسمية زيد ابنه، وفي النبوي ان الله تعالى يحب الفأل الحسن، فالأولى التفصيل بين التشاؤم والتطيّر وبين الفأل الحسن، فالأول غير جائز بالقرآن والثاني جائز، والله العالم.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=508