ما رأيكم بالتناسخ ؟

السؤال : ما رأيكم بالتناسخ , و بعض ما يحكيه من يؤمن بهذه العقيدة عن أشخاص تذكروا حياتهم السابقة والتقوا بأهلهم وعرفوهم ؟؟؟


الجواب :

التناسخ باطل عقلاً وشرعاً، وفي الحديث أن المأمون سأل الرضا عليه السلام : ما تقول في القائلين بالتناسخ ؟
فقال الرضا عليه السلام : من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم يكذب الجنة والنار.
وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ذم أصحاب التناسخ بقوله عليه السلام : إِنَّ أَصْحَابَ التَّنَاسُخِ قَدْ خَلَّفُوا وَرَاءَهُمْ مِنْهَاجَ الدِّينِ وَ زَيَّنُوا لِأَنْفُسِهِمُ الضَّلَالَاتِ وَ أَمْرَجُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الشَّهَوَاتِ ... إلى أن قال : ..وَ أَنَّهُ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا بَعْثَ وَ لَا نُشُورَ وَ الْقِيَامَةُ عِنْدَهُمْ خُرُوجُ الرُّوحِ مِنْ قَالَبِهِ وَ وُلُوجُهُ فِي قَالَبٍ آخَرَ إِنْ كَانَ مُحْسِناً فِي القَالَبِ الْأَوَّلِ أُعِيدَ فِي قَالَبٍ أَفْضَلَ مِنْهُ حُسْناً فِي أَعْلَى دَرَجَةِ الدُّنْيَا وَ إِنْ كَانَ مُسِيئاً أَوْ غَيْرَ عَارِفٍ صَارَ فِي بَعْضِ الدَّوَابِّ الْمُتْعَبَةِ فِي الدُّنْيَا أَوْ هَوَامَّ مُشَوَّهَةِ الْخِلْقَةِ وَ لَيْسَ عَلَيْهِمْ صَوْمٌ وَ لَا صَلَاةٌ وَ لَا شَيْ‏ءٌ مِنَ الْعِبَادَةِ أَكْثَرَ مِنْ مَعْرِفَةِ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَتُهُ وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا مُبَاحٌ لَهُمْ مِنْ فُرُوجِ النِّسَاءِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نِكَاحِ الْأَخَوَاتِ وَ الْبَنَاتِ وَ الْخَالَاتِ وَ ذَوَاتِ الْبُعُولَةِ ...
وعلى كل حالٍ فالتناسخ يرجع الى انكار الصانع وانكار ما دلّ على المعاد والثواب والعقاب والجنة والنار من الأدلة العقلية والنقلية.
ويمكن ان يستدلَّ على بطلان التناسخ عقلاً بوجوه منها :
1. ان النفس بخروج البدن السابق من القوّة الى الفعلية قد خرجت من القوة الى الفعلية، فلو تعلقت بعد خروجها من البدن السابق ببدنٍ آخر لكانت النفس في مرتبة الفعلية، والبدن الذي تعلقت به كالجنين مثلاً في مرتبة القوة، فيلزم عدم تكافؤهما في مرتبة القوة والفعلية.
2. انتقال النفس المستنسخة الى نطفة مستعدّة لا يمنع فيضان النفس الابتدائية _ولو بالحركة الجوهرية_ فيلزم اجتماع نفسين في بدن واحد، وهو مستحيل لامتناع كون الشيء ذا ذاتين، أعني ذا نفسين، وما من شخص واحد الا وهو يشعر بنفس واحدة.
3. ما أشار اليه صاحب الميزان (ج1 ص211) ان التناسخ وهو تعلّق النفس المستكملة بنوع كمالها بعد مفارقتها البدن لبدن آخر محال، فان هذا البدن ان كان ذا نفس استلزم التناسخ تعلق نفسين ببدن واحد، وهو وحدة الكثير وكثرة الواحد، وان لم تكن ذا نفس استلزم رجوع ما بالفعل الى ما بالقوة.
توضيحه : ان النفس ما دامت بالقوة يمكن لها اكتساب اي مرتبة شاءت لمكان استعدادها قبل صيرورتها بالفعل شيئاً من الاشياء المتحصلة، واما اذا صارت مصورة بصورة فعلية واستحكمت فعليتها ورسوخها وقوي تعلُّقها ولصوقها بالنفس فاستقرت على تلك المرتبة وبطل عنها استعداد الانتقال من النقص الى الكمال والعبور من حال الى حال، فان الرجوع الى الفطرة الاولى والعود الى مرتبة التراب والهيولاني (القوة المحضة) أمر مستحيل كما في قوله تعالى {يا ليتني كنت تراباً} فانه تمني أمر مستحيل.
وهناك وجوه أخرى لبطلان التناسخ وهو ان الدنيا محتفّة بأنواع المصائب والآلام التي لا تكون معها لائقة بجزاء الأولياء والانبياء والصالحين، بل المناسب لهم هو جزاؤهم بما لا يحف بهذه المكاره والمصائب، وهو لا يكون الا في الآخرة.
على ان مجازاة الكفار والظالمين في هذه الدنيا من غير تنبُّههم بما فعلوه في الدورات السابقة لا يعدّ مجازاة وعقاباً.
مضافاً إلى أن الجزاء بالنسبة للصالحين لا بد ان يكون بنعمة لا يشوبها تكليف ومسؤولية، والنعم الدنيوية ليست كذلك.

اجوبة سماحة السيد آية الله حسين الشاهرودي

http://www.yahosein.cjb.net/vb/showthread.php?t=125653


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=505