ما مدى أهمية مسألة التوحيد؟

السؤال :

ما مدى أهمية مسألة التوحيد؟



الجواب :

يمكن الوقوف على جواب هذا السؤال من خلال التأمل في آية رقم 108 من سورة «الانبياء» لمّا كان أهمّ مظهر من مظاهر الرحمة، وأثبت دعامة لذلك هي مسألة التوحيد وتجلّياته، فإنّالآية تقول: (قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون)؟

وهذه الآية في الواقع تشير إلى ثلاث نقاط مهمّة:

الاُولى: إنّ التوحيد هو الدعامة الأساسيّة للرحمة، وحقّاً كلّما فكّرنا أكثر فستّتضح هذه العلاقة أقوى، التوحيد في الإعتقاد، وفي العمل، والتوحيد في الكلمة، وتوحيد الصفوف، وفي القانون وفي كلّ شيء.

الثّانية: إنّه بمقتضى كلمة (إنّما) الدالّة على الحصر، فإنّ كلّ دعوات الأنبياء تتلخّص في أصل التوحيد، والمطالعات الدقيقة تبيّن أيضاً أنّ الاُصول، بل وحتى الفروع والأحكام ترجع أخيراً إلى أصل التوحيد، ولذلك فإنّ التوحيد ـ وكما قلنا سابقاً ـ ليس أصلا من الاُصول وحسب، بل إنّه كالخيط القوي الذي يربط خرز المسبحة، أو الأصحّ أنّه كالروح السارية في البدن.

والنقطة الثّالثة: إنّ المشكلة الأساسيّة في جميع المجتمعات هي التلوّث بالشرك بأشكال مختلفة، لأنّ جملة (فهل أنتم مسلمون) توحي بأنّ المشكلة الأساسيّة هي الخروج من الشركومظاهره، ورفع اليد عن الأصنام وتحطيمها، ليس الأصنام الحجرية والخشبية فحسب، بل كلّ الأصنام، وفي أىّ شكل كانت، وخاصّة طواغيت البشر!(1)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الأمثل، ج 8، ص 343.

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=457