ما معنى قرب الله من العباد؟

السؤال :

ما معنى قرب الله من العباد؟



الجواب :

جاء جواب هذا السؤال في الآية 24 من سورة «الأنفال» حيث يقول تعالى: (واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تحشرون).

إنّ المقصود بالقلب هنا ـ كما ذكرنا سابقاً ـ الروح والعقل، أمّا كيف يحول الله بين المرء وقلبه؟ فقد ذكروا لذلك احتمالات مختلفة.

فتارةً قيل: إنّه إشارة لشدّة قرب الله من عباده، فكأنّ الله في داخل روح العبد وجسمه، وكما يقول القرآن الكريم: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).(1)

وقيل: إشارة إلى أنّ تقلب القلوب والأفكار هو بيد الله، كما نقرأ في الدعاء: (يا مقلب القلوب والأبصار).(2)

وقيل: إنّ المقصود هو أنّ الانسان لولا اللطف الإلهي غير قادر على معرفة الحق من الباطل.

وقيل أيضاً: إنّ المقصود هو أنّه ما دام للناس فرصة فينبغي عليهم أداء الطاعات وأعمال الخير، لأنّ الله قد يحول بواسطة الموت بين المرء وقلبه.

ويمكن بنظرة شاملة جمع كل التفاسير في تفسير واحد، وهو أنّ الله عزّ وجلّ حاضر وناظر ومهيمن على كل المخلوقات. فإنّ الموت والحياة والعلم والقدرة والأمن والسكينة والتوفيق والسعادة، كلّها بيديه وتحت قدرته، فلا يمكن للإنسان كتمان أمر ما عنه، أو أن يعمل أمراً بدون توفيقه، وليس من اللائق التوجه لغيره وسؤال من سواه. لأنّه مالك كل شيء والمحيط بجميع وجود الإنسان.(3)

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

1ـ  ق، 16.

2ـ وسائل الشيعة، ج 6، ص 63; بحارالانوار، ج 12، ص 278.

3 ـ الأمثل، ج 5، ص 43.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=435