ما هو المقصود من ان الله ((لطيف))؟

السؤال :

ما هو المقصود من ان الله «لطيف»؟



الجواب :

«اللطيف» من مادة «لطف» وقد وردت هذه الصفة في الآيات كاحدى الصفات الالهيّة، واللطيف(1) إذا وصف به الجسم دلّ على الخفيف المضاد للثقيل، ويعبّر باللطافة واللطف عن الحركة الخفيفة وعن تعاطي الاُمور الدقيقة التي قد لا تدركها الحواس، ويصح وصف الله تعالى باللطف على هذا الوجه لمعرفته بدقائق الاُمور، ولخلقه أشياء دقيقة لطيفة غير مرئية، وتتسم افعاله بالدقة المتناهية الخارجة عن قدرة الادراك.

يروي (الفتح بن يزيد الجرجاني) حديثاً عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليهما السلام) يعتبر معجزة علمية في هذا المجال يقول: قال الإمام(عليه السلام): «... إنّما قلنا اللطيف، للخلق اللطيف ولعلمه بالشيء اللطيف، أوَ لا ترى ـ وفقك الله وثبتك ـ إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الاُنثى، والحدث المولود من القديم، لما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتداءه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثمّ تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وأنّه ما لا تكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها لا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا، علمنا أنّ خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وأنّ كل صانع شيء فمن شيء صنعه والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء».

إنّ هذا الحديث الذي يشير إلى الجراثيم والكائنات المجهرية قبل أن يولد (پاستور) بقرون، يفسّر معنى اللطيف.

ويحتمل أيضاً أن يكون المقصود من اللطيف هو أنّ ذاته المقدسة من اللطافة بحيث لا تدرك بالحواس، وعليه فإنّه «اللطيف» لأنّ أحداً لا علم له به، وهو «الخبير» لأنّه عالم بكلّ شيء.

وقد ورد هذا المعنى في بعض روايات أهل البيت(عليهم السلام) أيضاً(2) وليس هناك ما يمنع من إرادة المعنيين من هذه الكلمة.(3)

 

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  أصول الكافي، ج 1، ص 118.

 تفسير البرهان، ج 1، ص 548; واصول الكافي، ج 1، ص 100 و122.

 الأمثل، ج 4، ص 180.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=427