ما هو المقصود من ان الله (ألا له الخلق والأمر)؟

السؤال :

ما هو المقصود من ان الله (ألا له الخلق والأمر)؟



الجواب :

جاء جواب هذا السؤال في الآية 54 من سورة «الأعراف»، حيث قال تعالى: (ألا له الخلق والأمر) هناك كلام كثير بين المفسّرين حول المراد من «الخلق» و«الأمر» ولكن بالنظر إلى القرائن الموجودة في هذه الآية ـ والآيات القرآنية الاُخرى - يستفاد أنّ المراد من «الخلق» هو الخلق والإيجاد الأوّل. والمراد من «الأمر» هو السنن والقوانين الحاكمة على عالم الوجود بأسره بأمر الله تعالى، والتي تقود الكون في مسيره المرسوم له.

إنّ هذا التعبير ـ في الحقيقة ـ ردّ على الذين يتصورون أنّ الله خلق الكون ثمّ تركه لحاله وأهله، وجلس جانباً. أي إنّ العالم بحاجة إلى الله في وجوده وحدوثه، دون بقائه واستمراره.

إنّ هذه الجملة تقول: كلاّ، بل إنّ العالم كما يحتاج في حدوثه إلى الله، كذلك يحتاج في تدبيره واستمرار حياته وإدارة شؤونه إلى الله، ولو أنّ الله صرف عنايته ولطفه عن الكون لحظة واحدة لتبدد النظام وانهار وانهدم بصورة كاملة.

وقد مال بعض الفلاسفة إلى أن يفسّر عالم «الخلق» بعالم «المادة» وعالم «الأمر» بعالم «ما وراء المادة» لأنّ لعالم الخلق جانباً تدريجياً، وهذه هي خاصية المادة. ولعالم الأمر جانباً دفعياً وفورياً، وهذه هي خاصية عالم ما وراء المادة، كما نقرأ في قوله تعالى: (إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)(1).

ولكن بالنظر إلى موارد استعمال لفظة الأمر في آيات القرآن، وحتى عبارة (والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره) الواردة في الآية المبحوثة يستفاد أنّ الأمر يعني كل أمر إلهي سواء في عالم المادة أو في عالم ما وراء المادة (فتدبّر).(2)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ يس، 82.

2.الأمثل، ج 4، ص 395.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=411