ما هو معنى مشاركة الشيطان في الآية: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ}؟

السؤال :

قال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [سورة الإسراء: 64]. تبيّن هذه الآية الكريمة مشاركة الشيطان للإنسان في الولد, فكيف يحدث هذا بدون اتصال جنسي، ثمّ إنّ هناك دعاءً يقول فيه المرء قبل مباشرة زوجته: (اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا)، ففي أي إطار يمكن أن نفهم مشاركة الشيطان هذه؟



الجواب :

ليس معنى مشاركة الشيطان للإنسان في الولد أنّها مشاركة في تكوين هذا الولد بحيث تكون حصّة منه للإنسان وحصّة منه للشيطان؛ بل المشاركة في الانتفاع بهذا الولد، كما يقول صاحب الميزان [ج13 ص147]: (فمشاركة الشيطان للإنسان في ماله أو ولده مساهمة له في الاختصاص والانتفاع كأن يحصل المال الذي جعله الله رافعاً لحاجة الإنسان الطبيعية من غير حله فينتفع به الشيطان لفرضه والإنسان لغرضه الطبيعي أو يحصله من طريق الحل لكن يستعمله في غير طاعة الله فينتفعان به معاً وهو صفر الكف من رحمة الله, وكأن يولد الإنسان من غير طريق حله أو يولد من طريق حله ثم يربيه تربية غير صالحة ويؤدبه بغير أدب الله فيجعل للشيطان سهماً ولنفسه سهماً وعلى هذا القياس، وهذا وجه مستقيم لمعنى الآية وجامع لما ذكره المفسرون في معنى الآية من الوجوه المختلفة كقول بعضهم: الأموال والأولاد التي يشارك فيها الشيطان كل مال أصيب من حرام وأخذ من غير حقه وكل ولد زنا....

  ويقول في مكان آخر [ج13 ص151]: (وما ذكر فيها على مشاركته (الشيطان) الرجل في الوقاع والنطفة وغير ذلك كناية عن أنّ له نصيباً في جميع ذلك فهو من التمثيل بما يتبين به المعنى المقصود ونظائره كثيرة في الروايات).

المجيب مركز الأبحاث العقائدية بتصرف


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=350