السر في التسلسل في قوله تعالى (يوم يفر المرء من أخيه ...)

السؤال : في قوله تعالى: (( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه )) (عبس:34-37)..
لماذا وضعت الاية الكريمة ترتيب فرار الانسان من اقربائه في ذلك اليوم بهذا الترتيب؟ هل القرب القلبي أو النسبي هو السبب؟ وهل الترتيب تصاعدي أم تنازلي.
أي بمعنى آخر، هل اقرب شخص للانسان هو الاخ أو الاب؟
هل هذه الاية تنطبق على كل الناس يوم القيامة، فمن الملاحظ ان ترتيب أقرب شخص الى قلب أي انسان يختلف من شخص لاخر.؟


الجواب :  الآية أخرت ذكر الأحب فالأحب للمبالغة كأنه قيل: يفر من أخيه، بل من أمه وأبيه، بل من صاحبته وبنيه. (أنظر تفسير الصافي ج7 ص404).
  وفي تفسير (الأمثل) يتساءل عن سر هذا التسلسل، فيقول:
  (ولكن ما سر تسلسل ذكر الأخ ثم الأم فالأب من بعدها ومن ثم الزوجة والأولاد؟ يعتقد بعض بان التسلسل قد لوحظ فيه شدة العلاقة ما بين الفار ومن يرتبط بهم وقد تسلسل الذكر من الأدنى حتى الأعلى ليعطي بهذا التصوير بعد بلاغياً، فهو من أخيه ثم من أمه وأبيه ثم من زوجته وبنيه)
  ولكنه يرد ذلك فيقول: (ولكن يصعب الخروج بقاعدة كلية تختص في ترتيب العلاقة بين الناس، فالناس ليسوا سواسية في هذا الجانب فقد نجد من يكون مرتبطاً بأخيه أكثر من أي إنسان آخر ونجد ممن لا يقرب على علاقته بأمه شيء وثمة من تكون زوجته رمز حياته أو من يفضل ابنه حتى على نفسه....الخ.
وثمة عوامل أخرى تدخل في التأثير على علاقة الإنسان بأخيه وأبيه وزوجته وبنيه وعلى ضوئها لا يمكننا ترجيح أفضلية أي منهم على الآخر من جميع الجهات وعليه  فلا يمكن القطع بان التسلسل الوارد في الآية قد جاء على اثر اهمية وشدة العلاقة).
  لكن يجاب على ما قاله: أنه لا مانع من ذكر قاعدة كلية تدل على أحبية بعض عن آخر وفق ما جاءت به الآية القرآنية وذلك بالنظر إلى أغلبية العلاقات بين الناس، وما ذكر من فروض هي شواذ لتلك القاعدة الكلية.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=346