قال أحد المفسرين عند تفسيره لقوله تعالى : (وهمّ بها): ((وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به، ولكنّه توقّف وتراجع))، علماً أنّه في مكان آخر يقول: ((إنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجذاب

السؤال : قال أحد المفسرين عند تفسيره لقوله تعالى : (وهمّ بها): ((وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحسّ بالانجذاب في إحساس لا شعوري، وهمّ بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به، ولكنّه توقّف وتراجع))، علماً أنّه في مكان آخر يقول: ((إنّ همّ يوسف هذا الذي كان نتيجة الانجذاب اللاشعوري هو أيضاً لا شعوري بل طبعي، وإنّ قصد المعصية من يوسف لم يحصل)).
    فما رأيكم بقوله هذا، هل يتنافى مع عصمة الأنبياء عليهم السلام حسب رأي الشيعة في العصمة أو لا؟
    ثمّ ما هو رأيكم أنتم في تفسير قوله تعالى : (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه)؟


الجواب : كلام صاحب هذا التفسير فيه غموض، فلو أراد معنىً ينافي عصمة الأنبياء بدعوى أنّه هو المعنى المستفاد بدواً من الآية الكريمة، قلنا: إنّنا نرفع اليد عن هذا التفسير الأوّلي؛ لمكان الأدلّة القاطعة النقليّة والعقليّة المثبتة لعصمة الأنبياء عليهم السلام، كما إنّنا نرفع اليد عن التفسير الأوّلي لقوله تعالى: (وجاء ربّك) أو (ويحمل عرش ربّك) المستفاد منه بدواً جسميّة الخالق جلّ وعلا؛ لمكان الأدلّة القاطعة النقليّة والعقليّة المثبتة لعدم جسمية الخالق جلّ وعلا.
    على أنّه توجد تفاسير اُخرى لقوله تعالى: (ولقد همّت به وهمّ بها) لا بأس من التعويل على أحدها:
    أحدها: أن يقال: إنّ المستفاد من الآية الكريمة هو أنّ يوسف عليه السلام لولا رؤية برهان ربّه ـ والذي هو معنى العصمة ـ لهمّ بها.
    والآخر: أن يقال: إنّ المراد بـ(همّت به وهمّ بها) هو أنّه قصدت المرأة ضرب يوسف عليه السلام؛ لجهة عدم استجابته لطلبها، وقصد يوسف عليه السلام ضربها؛ لجهة دفعها عنه إلّا أنّه برؤية برهان ربّه التفت إلى أنّ ضربه إيّاها ليس صحيحاً من الناحية الأخلاقيّة؛ لأنّها كانت فيما قبل قد أحسنت إليه، وحافظت على أمنه وأمانه ومعيشته؛ ولذا رجّح الهروب، فهرب إلى جهة الباب وحصل ما حصل.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=306