أيجوز السجود لغير الله تعالى ؟

السؤال :

قال تعالى في محكم كتابه الكريم: ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ )(يوسف: 100)؛ وذلك لأن النبي يوسف (ع) كان قد رأى في المنام أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً ساجدين له.

ومن جهة أخرى، فالتاريخ الاسلامي يحدّثنا أنه لما كان الامام أمير المؤمنين (ع) قاصداً صفين كانت هناك مجاميع من الناس تصطفّ على أطراف الشارع الذي يسير فيه الامام، وما أن رأوا الامام (ع) حتى سجدوا له كما كان متداولاً حينما يرون الملوك السانيين؛ لكن الامام (ع) امتعض من هذه الظاهرة وقال: إنكم ترتكبون معصية كبيرة فلست سوى عبد من عباد الله.

 



الجواب :

لا يجوز السجود بمعنى العبادة إلا لله جلّ وعلا، وما قام به والدا يوسف وإخوته – كما ورد في روايات عن الامامين الصادق والهادي (عليهما السلام) – إنما سجدوا شكراً لله تعالى، حسبما ذكر صاحب تفسير "مجمع البيان". والضمير "الهاء" في قوله تعالى: (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) يعود لله تبارك وتعالى لا للنبي يوسف (ع)، ونفس الكلام يجري في قصة سجود الملائكة للنبي آدم (ع) ، حيث كان السجود لله سبحانه ولم يكن آدم إلا قبلة.

وعلى هذا الأساس، لا منافاة بين الآية والموضوع التاريخي المرويّ عن أمير المؤمنين الامام علي (ع).

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=294