المقصود في قوله تعالى «عبس وتولّى»

السؤال :

من المقصود في قوله تعالى: «عَبَسَ وَتَوَلّى»؟ حيث إن أكثر مفسّري العامّة يقولون إن المقصود في هذه الآية هو النبي الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله، وهذا يتناقض مع قوله تعالى بحقّ النبيّ صلى الله عليه وآله: «إنك لعلى خلق عظيم».



الجواب :

جاء في (تفسير تقريب القرآن إلى الاذهان): «إنّ السورة (سورة عبس) نزلت في عثمان بن عفان، حيث كان عند الرسول مع جملة من أصحابه، فجاء أعمى وجلس قرب عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولّى عنه وجمع ثيابه، وأقبل على بعض الجالسين الآخرين الذين كان لهم ثراء فنزلت الآيات» ثم يواصل كلامه ويقول: «ومن غريب الأمر: أن بعض بني أمية المبغضين للرسول صلّى الله عليه وآله نسب هذا الأمر إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لتبرئة ساحة قريبهم عثمان، فقالوا: إن الرسول هو الذي عبس وتولى، مخالفاً بذلك نصّ القرآن العظيم في الآية 4 من سورة القلم الذي يمدح الرسول الأعظم بقوله سبحانه: «وَاِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيم» ومخالفاً لقوله تعالى في الآية 128 من سورة التوبة: «لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» وللتفصيل الأكثر راجع («تقريب القرآن» للمرجع الشيرازي الراحل: المجلّد5 ج30 ص614 و615).

                                              18 محرم الحرام 1429


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=227