هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

السؤال :

{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 150]

هل هذه الأفعال بسبب طبيعة النبي البشرية؟ وهل تجرح بالعصمة؟



الجواب :

إنّ جميع أفعال النبي (من الغضب، وإلقاء الألواح، وجرّ أخيه إليه، مؤاخذة أخيه) يريد بها إيصال رسالة واحدة إلى القوم وهي أنّ فعلكم باتخاذكم العجل هو فعل شنيع جدّاً استوجب كل ردود الأفعال هذه، ويجب الرجوع بسرعة. فالذي قام به موسى (عليه السلام) يريد به أن يهزّ وجدانهم بقوّة.

والدليل: أنّ الله قد أخبر موسى قبل لقائه بهم، فلو كان الأمر انفعالاً منه فقط لكان محلّ الانفعال عندما أخبره الله وليس عند القوم،

وعلى هذا يكون جرّه أخيه وعتابه إيّاه من باب "إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة"، فتأنيب موسى له لا يعني أنّه أخطأ أو عصى.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=1026