الرزق بين الأسباب ومشيئته تعالى

السؤال :

{إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58]. 

هل تدل هذه الآية على أن الرزق المطلق لله أو لا؟ إذا كان الرزق المطلق لله كيف نؤمن بغير الله مثل الحجر أو بعض المزروعات أو عتبة البيت؟

قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [سورة اﻹسراء: 30].



الجواب :

لا شك في أنّ الرزّاق المطلق هو الله وحده، وله كمال القدرة والحكمة في ذلك وفي كل شيء {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الروم: 37] ، وهذا لا ينافي القول بأن للرزق مسبّبات وهي أيضاً من الله تعالى وتحت قدرته، وتدخل في إطار الآليات المؤدّية للرزق، ولا تخرج عن أمره سبحانه فهو الخالق لكل شيء ومسبِّب الأسباب.

فهناك أسباب مادّية تتمثّل بالدخول في حيّز العمل وتلمّس الآليات المادّية كمقدّمات تكوينية للرزق (كالتجارة والذهاب إلى السوق و...)، ومنها: أسباب غير مادّية كالدعاء والاستغفار والتصدّق والإحسان إلى الناس وإقراضهم وصلة الأرحام وغيرها ممّا صرّح به الشرع المقدّس، ومن شأنها الوفرة في الرزق، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح: 10-12].

وكما ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قوله: >الصدقة بعشر والقرض بثمانية عشر وصلة الإخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين<‏. [مستدرك الوسائل، ج7، ص194].

وأما بالنسبة إلى الاعتقاد بـ (الحجر أو بعض المزروعات أو عتبة البيت، ...) بأن لها علاقة بالرزق المادّي، فأمرها يتبع النصوص الشرعية، فإن ثبتت في الشرع فهو، وإلا فلا يمكن ادّعاء تلك الآثار بمجرّد شيوعها بين الناس ورواجها عندهم.

[وفي هذا الخصوص يمكن مراجعة الأحاديث الشريفة في أبواب ما يورث الفقر ويزيد في الرزق، ...].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=1005