• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : العوامل المقوية لدافعية وسلوك الإنجاز .

العوامل المقوية لدافعية وسلوك الإنجاز

سماحة السيد حكمت الموسوي ـ دار السيدة رقية (ع)

الإنجاز لغةً

الإنجاز يأتي من باب (إفْعال) من مصدر الفعل الماضي (نَجَزَ).

وأما معناه في اللغة، فقد قال في العين:

(نجز: نجز الوعد والحاجة ينجز نجزا وأنجزته وأنجزت به أي عجلت ووفيت به، ونجز هو أي وفى به كما تقول: حضرت المائدة، وإنما أحضرت... والتنجز: طلب شئ قد وعدته)(1).

وقال الجوهري:

([ نجز ] نجز الشيء بالكسر ينجز نجزا، أي انقضى وفنى... ونجز حاجته ينجزها بالضم نجزا: قضاها. يقال: نجز الوعد. و " أنجز حر ما وعد "... وقولهم: أنت على نجز حاجتك، بفتح النون وضمها، أي على شرف من قضائها. واستنجز الرجل حاجته وتنجزها، أي استنجحها)(2).

قال ابن منظور:

(... ونجز الحاجة وأنجزها: قضاها. وأنت على نجز حاجتك ونجزها، بفتح النون وضمها، أي على شرف من قضائها. واستنجز العدة والحاجة وتنجزه إياها: سأله إنجازها واستنجحها)(3).

لذا؛ يمكن استخلاص معنى مفردة (الإنجاز) في اللغة وهو قضاء وإنجاح الحاجة التي يبتغيها الشخص من فعله، وهو المعنى المناسب لمحل البحث الذي نحن بصدده.

دافعية الإنجاز اصطلاحاً

وهو أن يكون الشخص دائماً يريد النجاح إلى أقصى الحدود وأن لا يدع نفسه للفشل؛ لذا يصمم أن يحقق ذلك ويقوم به بالفعل.

ينشأ دافع الإنجاز الممثل في التعليق أعلاه من حاجات مثل: السعي وراء التفوق، تحقيق الأهداف السامية، أو النجاح في المهام الصعبة. وهذا الدافع ليس ضرورياً بدرجة واضحة للاستمرار في الحياة. وليس له أصول فسيولوجية واضحة لدى الإنسان. فإذا انصب اهتمام الفرد باشباع امكانياته وقدراته فإن دافع الإنجاز قد يصنف على أنه دافع للنمو ولكن إذا كان الاهتمام مركزاً على المنافسة بين الأفراد فيمكن اعتبار دافع الإنجاز في هذه الحالة دافعاً اجتماعياً. (4)

ساعدت مئات الدراسات التي أجراها (ماكليلاند) و (اتكينسون) وكثير من علماء النفس الآخرين في تحديد بعض التأثيرات الهامة على الدافعية والسلوك في مواقف الإنجاز. نحن نعلم أهمية الباعث، ومن ثم يمكن أن يعد الإعلان عن إجراء اختبار ما في علم النفس باعثاً لدافع الإنجاز. وقد تتذكر أن الباعث يستثير الجوانب المعرفية والانفعالات. وقد يحلل الأفراد بصورة شعورية أو غير واعية، قيمة تحقيق الهدف الذي يوحي به الباعث، فهل يستحق هذا الهدف بذل الجهد؟ وما هي النتائج قصيرة المدى وبعيدة المدى للنجاج؟ فقد يؤدي الحصول على تقدير (A) في اختبار ما في علم النفس إلى احترام الذات أو استحسان أحد الأصدقاء، أو مكافآت مالية من الوالدين. وقد يكون للنجاح نتائج سلبية فضلاً عن ذلك، فقد يكسب الطالب سمعة أو صيتاً على أنه طالب يدرس بإصرار واجتهاد. وإذا كان هذا النجاح حليفاً لطالبة ما فقد يؤدي هذا إلى إثارة القليل والانزعاج لدى أصدقائها الذكور الذين حصلوا على درجات متوسطة في نفس المقرر. وتشير البحوث الحديثة إلى أن الباعث يكون أكثر حثاً ودافعية عندما يفضي النجاح فوراً إلى الحصول على فرص قيمة في المستقبل. فإذا أردت أن تكون عالماً نفسياً، سوف يكون الحصول على تقدير (A) في اختبار لعلم النفس خطوة صغير تجاه القبول في الدراسات العليا. وبالمثل، قد يساعد الحصول على تقدير (A) على أن تدرج في قائمة العميد للطلاب الممتازين، أو قد يعطي دفعة تدريجية للتنافس على وظيفة ملائمة. ويستثير الباعث ذكريات عن الأداء السابق في المواقف المماثلة. وتؤثر الذكريات بدورها على التوقعات حول إمكانية الوصول إلى الهدف. فإذا كتب لك التوفيق في الناحية الأكاديمية وتشعر بالثقة في قدراتك، فإنه من المحتمل أن تتوقع النجاح الباهر في اختبار علم النفس وتشعر بالثقة في نفسك. أما إذا كان أداؤك متواضعاً في الماضي، فقد تعتبر أن الفشل لا مفر منه. وعندئذ تستدعي الجوانب المعرفية المختلفة والانفعالات المرتبطة بها بعض الشيء من الدافعية للإنجاز وقد تستثير حالات القلق المرتبطة مع الفشل و/ أو النجاح أيضاً. وتحدد الدافعية والقلق وضع الهدف وتحديده، الاجتهاد والمثابرة. وحتى عندما تكون الدافعية مرتفعة إلى الحد الأمثل (الدافعية المرتفعة جداً يمكن أن تسبب مشكلات)، والقلق منخفضاً، فإن النجاح يعتمد إلى حد ما على العوامل:

1 ـ قدرة الشخص

2 ـ ذكائه

3 ـ مهاراته.

ولكي يمكن التنبؤ بكيفية أداء شخص ما في موقف إنجازي معين يجب أن نضع كل تلك العوامل في اعتبارنا.(5)

الانجاز في الاصلاح الإسلامي

أمّا الإنجاز في المصطلح الإسلامي ـ حسب ما تقصّيناه من المصادر الإسلامية ـ فقد جاء في المعاني التالية:

1- حسن العاقبة والخاتمة (وما في معناهما: الإحراز، البلوغ، والإتمام).

2- التوفيق والنجاح (أو: التقدّم، الترقّي، والتفوّق. في الكتب المعاصرة).

ونرى أن الأنسب من هذه المعاني في موضوعنا هذا هو مفردة (التوفيق)؛ كونها جامعة لكل ما ورد من المعاني وتستبطن في نفسها الموفقية في العمل التي يطلبها صاحب الهمة العالية وطالب العلم والرياضي وما إليهم.

ما يقوي دافعية الإنجاز

إن تطوير الإنسان لهمته والرقي بها أمر مطلوب في الإسلام، وإذا كان علو الهمة مطلب للناس جميعاً قد حث عليه رسولنا الكريم وأهل بيته (عليهم السلام) فإنه من الأجدر بنا أن نرقى بهممنا ونعلو بها؛ لذا فمن الأولى أن نكون أول من يحرص على رقي وعلو هممنا في شتى ميادين حياتنا لننال شرف الدنيا وثواب الآخرة.

وهذه جملة أمور تساعد على تطوير الهمم:

1- التوكل وعدم نقض العزيمة

قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

قال في تفسير الميزان: (فعلى الانسان العارف بمقام ربه المسلم له ان لا يرى نفسه سببا مستقلا لفعله مستغنيا فيه عن غيره بل مالكا له بتمليك الله قادرا عليه باقداره وأن القوة لله جميعا وإذا عزم على فعل ان يعزم متوكلاً على الله قال تعالى: "فإذا عزمت فتوكل على الله" وإذا وعد بشيء أو أخبر عما سيفعله أن يقيده باذن الله أو بعدم مشيته خلافه)(6).

وقال أيضاً: (العزم القصد الجازم إلى الشيء قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} آل عمران: 159 وربما أطلق على الصبر ولعله لكون الصبر أمرا شاقا على النفوس فيحتاج إلى قصد أرسخ وأثبت فسمي الصبر باسم لازمه قال تعالى: {إن ذلك لمن عزم الامور})(7).

وقال تعالى أيضاً: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلَا يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}.

قال في تفسير الميزان: ( فالمراد بالميثاق الذى لا ينقضونه هو عهد الله الذى يوفون به والمراد بهذا العهد والميثاق بقرينة ما ذكر في الاية السابقة من تذكرهم هو ما عاهدوا به ربهم وواثقوه بلسان فطرتهم ان يوحدوه ويجروا على ما يقتضيه توحيده من الاثار فان الانسان مفطور على توحيده تعالى وما يهتف به توحيده وهذا عهد عاهدته الفطرة وعقد عقدته. واما العهود والمواثيق المأخوذة بوسيلة الانبياء والرسل عن امر من الله والاحكام والشرائع فكل ذلك من فروع الميثاق الفطري فان الدين فطرى)(8).

وقال تعالى أيضاً: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

قال في مجمع البيان في تفسير الآية الكريمة: (أي: ما غيروا العهد الذي عاهدوا ربهم، كما غير المنافقون... وقال الكلبي: ما بدلوا العهد بالصبر، ولا نكثوه بالفرار. وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن علي عليه السلام قال: فينا نزلت {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} فأنا والله المنتظر، وما بدلت تبديلاً)(9)

وقال أيضاً في موضع آخر: (ان بعض الصفات السابقة لا يقصر في الاهمية عن الصبر والصلاة والانفاق كالوفاء بعهد الله الذى اريد به الايمان بالله باجابة دعوة الفطرة)(10)

2- الصوم

حيث إن الصوم يقطع الهمة عن خطوات الشيطان ويصد عنها، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (قال النبي (صلى الله عليه وآله) الصوم جنة آفات الدنيا وحجاب من عذاب الآخرة فإذا صمت فانو بصومك كف النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطوات الشيطان والشياطين وانزل نفسك منزلة المرضى لا تشتهى طعاما ولا شرابا وتوقع في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب وطهر باطنك من كل كذب وكدر وغفله وظلمة يقطعك عن معنى الاخلاص لوجه الله تعالى قيل لبعضهم انك ضعيف والصيام يضعفك قال اني اعده بشر يوم طويل والصبر طاعة الله اهون من الصبر على عذابه وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : قال تعالى: الصوم لي وانا اجزى به والصوم يميت مراد النفس وشهوة الطمع وفيه صفاء القلب وطهاره الجوارح وعمارة الظاهر والباطن والشكر على النعم والاحسان الى الفقراء وزيادة التضرع والخشوع والبكاء وجل الالتجاء الله تعالى وسبب انكسار الهمة وتخفيف السيئات وتضعيف الحسنات)(11).

3- الأماني

عن الإمام علي (عليه السلام) : الأماني همة الرجال.(12)

فمن إيجابيات الأمل والأماني هي الاندفاع نحو تحقيق الأهداف والعمل من أجل تحقيق الرغبات في إطار الواقع أو التعويض عن رغبة برغبة أخرى، وعلى سبيل المثال: فالذي يحلم بالحصول على المرتبة الأولى في امتحان مدرسي أو فني يمكنه الوصول إلى تحقيق حلمه في الواقع عن طريق المثابرة وبذل الجهد في القراءة والمطالعة والبحث، أو يحقق أمراً آخر إن لم يستطع التفوق في الدراسة، كالتفوق في الرياضة أو التمثيل أو الإبداع في مهنة أو فن من الفنون.

والأمل والأماني هي إيجابية للفرد إن أتبعها بالعمل لتحقيقها في الخارج، وكانت واعية سليمة تتناسب مع القدرات والإمكانيات والظرف الذي يعيشه الفرد.(13)

وإن أهملها الفرد ولم يتبعها بالعمل والجد والمثابرة تصبح هذه الأماني وبالاً عليه، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الله ليبغض الطويل الأمل السيئ العمل. (14) وعنه (عليه السلام) أيضاً: شرّ الناس الطويل الأمل السيئ العمل.(15)

4- جهاد النفس

حساب النفس أو مجاهتدتها هو كالجهاد في سبيل الله تعالى سواء بسواء؛ بل هو الجهاد الأكبر. يقول الله تعالى: {وَالَّذيْنَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت: 69.

والجهاد والمجاهدة معناهما استفراغ الوُسْع في مدافعة العدو. وهو على ثلاثة أنواع:

1- مجاهدة العدو الظاهري.

2- مجاهدة الشيطان.

3- مجاهدة النفس.(16)

ويُعدّ جهاد النفس من أفضل أنواع الجهاد وأحزمها، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل)(17).

وعن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى، وفطامها عن لذات الدنيا [...] فإنّ أقوى الناس من قوي على نفسه. (18)

وجهاد النفس هو عامل هام في تربية الإنسان، وتحسين سلوكه وعلاقاته، وهو في الحقيقة رياضة نفسية لترويض النفس على الطاعة واجتناب المعصية، ووسيلة مهمة من وسائل الارتقاء والسمو والتكامل، بتغليب نوازع الخير على نوازع الشر داخل النفس، وقد أكّد الإسلام على ذلك وحثّ عليه من أجل ارتقاء الإنسان إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات التكاملية في سيره نحو تزكية النفس وإصلاحها، للحصول على مرضاة الله تعالى، ولذا اعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) جهاد النفس أكبر من جهاد العدو. (19)

وجهاد النفس وسيلة من وسائل الكشف والإصلاح للعيوب ونقاط الضعف لدى الإنسان والتقليل منها قبل فوات الأوان، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من حاسب نفسه وقف على عيوبه، وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب، وأصلح العيوب.(20)

5- إصابة الرأي

وعنه (عليه السلام) : بإصابة الرأي يقوى الحزم.(21)

6- التجربة

وعنه (عليه السلام) : من يجرب يزدد حزماً.(22)

7- الحذر والتروّي

عن الإمام الرضا (عليه السلام): من استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه.(23)

الإمام علي (عليه السلام): رو تحزم، فإذا استوضحت فاجزم.(24)

8- الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله تعالى

فهو سبحانه القادر على أن يقوي إرادتنا ويُعلي هممنا ويرفع درجاتنا، فقد ورد في الدعاء عن المعصومين (عليهم السلام): (اللهم ارزقني عملاً صالحاً ترضى به عني)، (اللهم إني أسألك علما نافعاً وعملاً صالحاً)، (اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني)(25)

9- قراءة سير المعصومين (عليهم السلام) والتابعين

حيث إن قراءة سير الصالحين والمجاهدين تؤدي إلى تغيير حياة الإنسان إثر ذلك تغيراً كلياً وصلاح أمره وحسن حاله. وهذا من باب التأثر بالقدوة الحسنة والتأثير بالسلوك الحسن لأصحاب الهمم العالية على الناس وحثهم على اتباع سيرتهم بشكل عملي وبالغ.

ومن ذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): بكى أبو ذر رحمه الله من خشية الله عز وجل حتى اشتكى بصره، فقيل له: يا أبا ذر! لو دعوت الله أن يشفي بصرك، فقال: إني عنه لمشغول وما هو من أكبر همي، قالوا: وما يشغلك عنه؟ قال: العظيمتان: الجنة والنار.(26)

10- مصاحبة صاحب الهمة العالية

كل قرين بالمقارن يقتدي.

11- الدأب والتشوق للمعرفة

فمن استوى عنده العلم والجهل أو كان قانعاً بما له وما هو عليه فكيف تكون همة أصلاً. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} سورة الزمر: 9.

12- الابتعاد عن تضييع الوقت والطاقة بما لا ينفع

كثير من الناس تضيع طاقاتهم في أمور لا تعود عليهم بالنفع بل قد يكون فيها كثير من الضرر .

13- النظم والاتقان في العمل

ويجب أن يكون عمل صاحب الهمة متقناً وخالياً من الركاكة والضعف ومتصفاً بالنظم والرتابة، فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: اُوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم).(27)

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} سورة الرعد: 11.

14- إعمال الفكر

الإمام علي (عليه السلام): من أسهر عين فكرته بلغ كنه همته.(28)

15- بذل الجهد والطاقة

الإمام علي (عليه السلام): من بذل جهد طاقته بلغ كنه إرادته.(29)

16- البهجة والسرور والنشاط

قال تعالى واصفاً السرور والبهجة كجزاء وثواب لما قدّمه أهل البيت (عليهم السلام) من إيثار على أنفسهم: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} الإنسان: 11.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحكم: السرور يبسط النفس ويثير النشاط . الغم يقبض النفس ويطوي الانبساط. (30)

وعنه (عليه السلام) أنه قال:

(السرور يبسط النفس ويثير النشاط ، الغم يقبض النفس ويطوي الانبساط.

من قل سروره كان في الموت راحته)(31).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: السرور في ثلاث خلال : في الوفاء ، ورعاية الحقوق ، والنهوض في النوائب. (32)

17- الطمأنينة والسكينة

قال تعالى في إعطاء المؤمنين السكينة بعد أن غفر لهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} الفتح: 18-19.

وقال تعالى أيضاً في إنزال السكينة على المؤمنين ليزدادوا إيماناً: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} الفتح: 4.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لأصحابه: وعليكم السكينة وسيماء الصالحين ووقار الإسلام. (33)

18- إجالة الرأي وتحصين الأسرار

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الأسرار.(34)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كتاب العين - الخليل الفراهيدي ج 6 ص 71:

(2) الصحاح - الجوهري ج 3 ص 897 و 898.

(3) لسان العرب - ابن منظور ج 5 ص 413:

(4) انظر: لندا ل. دافيدوف: مدخل علم النفس، الطبعة الثالثة، ترجمة د. سيد الطواب و د. محمود عمر و د. نجيب خزام، نشر منشورات مكتبة التحرير، الطبعة العربية 1983م. ص: 466.

(5) انظر: لندا ل. دافيدوف: مدخل علم النفس، ص: 469.

(6) السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: ج 31 ص 271.

(7) السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: ج 41 ص 219.

(8) السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: ج 11 ص 342

(9) الشيخ الطبرسي، تفسير مجمع البيان: ج 8 ص 145.

(10) السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن: ج 11 ص 345.

(11) انظر: مصباح الشريعة- المنسوب للإمام الصادق (ع)، الباب الثالث والستون في الصوم، ص 135، 136.

(12) غرر الحكم: 946.

(13) انظر: جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية، مجلة الاسرة، منى عبد الأمير، (أحلام اليقظة في تعاليم الإمام علي (عليه السلام))، العدد 6 ، السنة الاولى 1424 هـ : ص26-27.

(14) عبد الواحد الآمدي، تصنيف غرر الحكم: ص312. مكتب الإعلام الإسلامي، قم ، 1366 هـ ق.

(15) المصدر نفسه.

(16) راجع: سميح عاطف الزين، معرفة النفس الإنسانية في القرآن والسنة: ج2، ص209. الناشر: دار الكتاب اللبناني، دار الكتاب المصري، ط1، 1991.

(17) المحجة البيضاء: ج5 ، ص115.

(18) تصنيف غرر الحكم: ص242.

(19) انظر: القسم التربوي في جامعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) العالمية، مجلة الأسرة (مجاهدة النفس بين التطرف والموضوعية)، العدد 6 ، السنة الاولى 1424 هـ : ص52.(20) المحجة البيضاء عن كتاب الإحياء.

(21) غرر الحكم: 4290.

(22) غرر الحكم: 7986.

(23) المجلسي، بحار الأنوار: 78 / 356 / 11.

(24) المجلسي، بحار الأنوار: 71 / 341 / 15.

(25) غرر الحكم: 4977.

(26) الخصال: 40 / 25.

(27) غرر الحكم: 4977.

(28) غرر الحكم: 8784.

(29) غرر الحكم: 8785.

(30) عيون الحكم والمواعظ، علي بن محمد الليثي الواسطي، ص62. التحقيق حسين الحسني البيرجندي الناشر : دار الحديث المطبعة : دار الحديث الطبعة : الأولى.

(31) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري: ج2، ص1290.

(32) المصدر نفسه.

(33) كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري: ص341.

(34) لبيب وجيه بيضون، تصنيف نهج البلاغة: ص322. نشر مكتبة اسامة كرم، سوريا-دمشق، ط1.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=889
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 12 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24