• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : القرآن والحسين (عليه السلام) مصاديقُ أسمى الآيات .

القرآن والحسين (عليه السلام) مصاديقُ أسمى الآيات

الإمام الحسين (عليه السلام).. سبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وابن أبيه حيدرة الكرار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الذي شهدت الكعبة بطهارة ولادته وسريرته، فلم يسجد لصنم قط، واختاره الله وزيراً لرسوله، فرضي الرسول له ذلك، فقال: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»، فأحله محلّ هارون الذي قال فيه كليم الله على لسان القرآن: ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً﴾، و﴿ وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.

الإمام الحسين أخو سبط رسول الله الأكبر الحسن بن علي، الإمام الحسين عظيم الأمة وقائدها وملهمها، الذي لم ينفك رسول الله يقبل وجناته وشفتيه، الإمام الحسين مصداق يحيى بن زكريا وتكرار واقعته، الإمام الحسين مصداق إسماعيل الذي ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، الإمام الحسين ذبيح الإسلام ومحييه، الإمام الحسين منار الحق والضياء في ديجور الظلم والعماء، الإمام الحسين مصداق أصحاب الأخدود، الإمام الحسين مصداق ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴾، الإمام الحسين مصداق ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾، وقد قال الملائكة للنبي (صلى الله عليه وآله): يا محمد، سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل، فعزاه الملائكة أجمعون بالحسين وأخبروه بثواب ما يعطى، فلعن قاتليه ودعا لناصريه، الإمام الحسين مصداق ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾، الإمام الحسين مصداق ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ﴾، الإمام الحسين هو الطيب بن الطيبين، الإمام الحسين هو الطاهر بن الطاهرين، الإمام الحسين أبو اليتامى وسبط أبي اليتامى وابن أبي اليتامى وابن أم اليتامى وأخو أبي اليتامى، الإمام الحسين أبو كل يتامى أمة الرسول، ومصلح العوج في أمة الرسول، كهف المساكين والفقراء والمحرومين الذين تكلم الإمام الحسين على ألسنتهم ولهج بحقوقهم واقتص واحتج لظلامتهم، وعلى لسان الرسول: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله».

ومنْ من الأبناء من يرضى أن يُنتهك ماء وجه أبيه؟ ومنْ من الأبناء من لا يغار على أبيه؟ كل يتاماه لا يرضون له أن يمحى ذكره، ولا يرضون له أن يستخف بحقه وبعظمته وبكماله وبشموخه وبهيبته وبنوره، ولا يرضون أن تنتقص حركته وثورته، ولا يرضون أن تهمش تضحياته، وإني لمن يتاماه (صلوات ربي عليه)، وأأبى كما يأبى إخوتي الأيتام من أبنائه أن تنتقص حركته المقدسة الشريفة بأي قدح يقلل من هيبتها وعظمتها، وأسترخص إخوتي يتاماه أن أتمرد على يتمي ويتمهم، وأن أتحدث باسم اليتامى يتامى السيد الكبير الحسين بن علي، وأذيب زبد جفاء البسطاء والمتخاذلين والنائمين والعابثين والكتاب والمنظرين والمغفلين والتائهين والمغرورين والمشتبهين والجاهلين والخرافيين وغيرهم كلهم، في ماء حقيقة أبينا صاحب الثورة والنهضة والفتح والاستقامة والعدالة والإصلاح والشموخ والنَفَس والدم الزاكي الطاهر الذي قدمه هدية لأيتامه وللأجيال المسلمة في كل أنحاء المعمورة، لتكون ﴿كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا﴾!

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=887
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 12 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24