• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات .
                    • الموضوع : حوار وكالة الانباء القرآنية العالمية مع سماحة الشيخ حسين صالح العايش .

حوار وكالة الانباء القرآنية العالمية مع سماحة الشيخ حسين صالح العايش

عالم دين سعودي يشيد بمواقف ايران المنبعثة من القرآن الكريم

الحوزات العلمية هي التي أحيت القرآن الكريم ـ موقف ايران في الدفاع عن المستضعفين موقفاً مشرفاً

حصل إتفاق بين وكالة (ايكنا) ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية علی إصدار مجلة بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية بموضوع "دراسة ثلاثة عقود من الثورة الإسلامية في ايران والنشاطات القرآنية" التي تشمل المسابقات والندوات القرآنية ودور القرآن في مواقف الجمهورية الإسلامية السياسية. فحاورنا الشيخ «حسين صالح العايش» استاذ الفقه والاصول وعضو الادارية العليا في الحوزة العلمية في السعودية وامام جامع الامام علي (عليه السلام) في الاحساء.. فاليكم نص الحوار:

السؤال الأول: ماهي رؤيتكم القيمة بالنسبة إلی الآفاق القرأنية في الحوزات العلمية المعنية بالفقه الشيعي والعلوم الإسلامية؟

ج1/ من المعلوم أن استنباط الأحكام الشرعية يعتمد كلياً على الكتاب والسنة، والإجماع والعقل لا يستنبط منهما إلا أحكاماً يسيرة، فعمدة الفقيه في الحوزات العلمية والفقه الشيعي تعتمد على القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأهل البيت (ع)، لذا فالقرآن الكريم هو المحور الذي يدور في فلكه الحكم الشرعي، وهناك طائفة من الروايات تؤكد على هذا المعنى حتى بالنسبة إلى الروايات، من خلال وجوب عرضها على الكتاب الكريم، فما وافقه أخذ به وإلاّ رد، وكذا الحال بالنسبة للعلوم الإسلامية، فعلم الحديث يعتمد في التوثيق على ظواهر بعض آي القرآن الكريم، وعلوم اللغة تعتمد على نصوص القرآن وكذا الحال في علم التفسير حيث إن محور أبحاثه دائرة حول فهم النص القرآني، فالعلوم الإسلامية بأجمعها عصبها القرآن الكريم.

السؤال الثاني: هل ترون النقد الموجه بالنسبة إلی الحوازت العلمية علی أنها هجرت القرآن الكريم والمادة القرآنية نقداً منصفاً وعادلاً؟

ج2/ كلا، هذا النقد ليس في محله، فالحوزات العلمية هي التي أحيت القرآن الكريم، وكان لها قصب السبق في العلوم الإسلامية المختلفة التي تعتمد على القرآن الكريم، لذا لا ينبغي أن نوجه نقداً إلى الحوزات العلمية بأنها قد هجرت القرآن، إذ أن الهجر للقرآن هو الابتعاد عنه وعن تطبيق أحكامه، بينما الحوزات العلمية هي التي تجسد التطبيق الحي لأحكام القرآن، وتنطلق فی كل الميادين به ومنه، نعم هناك إشكالية ينبغی التوجه لها فی الحوزات العلمية ترجع إلى مسألة المهارة فی قراءة القرآن وتجويده، وهذه مسألة ينبغی أن تؤخذ بالاعتبار، وذلك أنه لا يكفی أن نفهم القرآن ونطبقه دون أن نحسن قراءته بل نجوّد تلك القراءة باعتبار أن القرآن الكريم أمر بذلك قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)(4 :المزمل).

السؤال الثالث: كيف تقيمون التواصل والتعاون بين الحوزات العلمية والمراكز والمؤسسات القرآنية فی الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

ج3/ هناك تقدم رائد ورائع للخطوات التی تحققت فی الجمهورية الإسلامية بين المراكز المختلفة، لذا نجد أن التعاون البناء بين الحوزات من جهة وبين الجامعات من جهة أخرى وبين الحوزات والجامعات ومراكز الأبحاث من جهة ثالثة، فقد تحققت قفزات كبيرة فی ميادين مختلفة، نشير إلى بعض منها:

الأول: فی العناية بكتب التفسير وبرمجتها وإخراجها بطرق حديثة ورائعة تجمع بين تقنيات البحث العلمی الحديث وبين الجمع لكل الآراء المتعلقة بالقرآن الكريم إيضاحاً وتفسيراً وشرحاً وتعليقاً.

الثانی: دعم مراكز تعليم القرآن الكريم قراءةً وتفسيراً وحفظاً وتجويداً، وقد تقدمت بعض المراكز تقدماً مرموقاً، وشاركت فی المسابقات الدولية وحققت جوائز كثيرة، رغم تقدم بعض البلدان بأمد بعيد فی هذا المجال غير أن ما تحقق فی الجمهورية الإسلامية يستحق الثناء والشكر.

الثالث: الاهتمام بالأبحاث العلمية التی تستند إلى القرآن الكريم، وهناك الكثير من الدراسات العلمية القائمة على العناية بنظريات القرآن فی فهم العلاقة الوطيدة بين سنن الكون والعلوم المختلفة.

الرابع: العناية بإخراج المؤلفات والأبحاث العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم وطباعتها ونشرها بل وبرمجتها وتسويقها للاستفادة منها فی شتى أنحاء العالم.

السؤال الرابع: كما تعلمون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال ثلاثة عقود من سيادتها بصفتها أم القری الإسلامية وضعت ضمن أولويتها ترويج و نشر العلوم القرآنية والمفاهيم القرآنية والتعاليم القرآنية فی جميع أنحاء العالم..ما هو رأيكم الشريف حول هذا الموضوع؟

ج4/ لقد حدثت صحوة لدى الإنسانية جمعاء وليس للمسلمين فحسب للاهتمام بالإسلام فهماً لمحتواه وإدراكاً لمضمونه وليس تعلقاً بالقشور والجانب السطحی من الإسلام، بل فهم نظريات الإسلام ومرئياته فی الاقتصاد والاجتماع والسياسة والحضارة والسلم والأمن الدولی وقداسة القانون وضرورة الأخذ بأحكام القرآن لكونها المصدر الوحيد الصحيح الذی يربط الإنسانية بخالقها ومبدئها، كل ذلك لم يتحقق بهذه السعة وعلى هذا النحو من الشمول لولا قيام الجمهورية الإسلامية المباركة، فكان قيامها انبعاثاً وحراكاً اجتماعياً للإنسان ككل، وإن كان للمسلم تحقق بنحو أدق وآكد، وكان المسعى المبارك بالتأكيد على نشر الثقافة القرآنية من لدن الجمهورية الإسلامية له التأثير الواضح والفاعل.

السؤال الخامس: كما تعلمون أن الشيخ العلامة "معرفة" كان من ابرز المدافعين والداعين إلی التفسير الموضوعی للقرآن الكريم ويعتبر كتابه "التمهيد" من ابرز الكتب فی هذا المجال، وهو يمكن اعتباره اول واشمل كتاب مستقل فی مجال العلوم القرانية لدى المسلمين الشيعة، هل توافقون هذا الرأی؟

ج5/ لقد كان الشيخ محمد هادی معرفة من العلماء الربانيين، وكان سعيه العملی بتأليفه لكتاب التمهيد فی علوم القرآن سعياً مباركاً، كما أن التأكيد على التفسير الموضوعی الذی كان يطرحه (يرحمه الله) له آثار طيبة، إذ قد لا يصل الباحث إلى فهم ما يريده القرآن الكريم إلا من خلال ربط ذلك بجميع ما يتعلق بتلك الآية أو ذلك المعنى موضوعياً، فالقرآن الكريم تحدث عن موضوعات متعددة، وقد جزأ ما يتعلق بها فی آيات، فإذا أراد العالم أن يتوصل إلى فهم نظرية القرآن لا يمكنه أن يقتصر على قراءة الفكرة ضمن بعض سور القرآن الكريم، بل لابد أن يمعن النظر فی سائر الآيات ويرى جهة الربط، فالقيامة أو الآخرة أو الحياة الدنيا أو السعی الإنسانی أو السنن الكونية مواضيع لم تطرح فی سورة واحدة أو آية بل وزعت على سور القرآن وآياته والتفسير الموضوعی الذی طرحه العلامة معرفة وأكد عليه الشهيد الصدر (يرحمه الله) هو الحل الأمثل للوصول إلى فهم المحتوى والمضمون القرآنی للنظرية بنحو متكامل، إننی أوافق على الشق الثانی من السؤال، فكتاب معرفة لعله الأشمل غير أنه لم يكن الأول، فالتفسير الموضوعی للقرآن الكريم كانت بواكيره وأساسياته فی التبيان للشيخ الطوسی ومجمع البيان للطبرسی والميزان للعلامة الطباطبائی.

السؤال السادس: لدينا فی القاموس القرأنی، تعاليم و آيات كثيرة تحث علی الدفاع عن المظلوم والجهاد والوقفة الصامدة أمام المستكبرين المحتلين، وكان هذا منهجاً انتهجته الثورة الاسلامية منذ بزوغها لهذا اليوم كديبلوماسياً دولياً، برأيكم هذه السياسة أدت إلی الصحوة الإسلامية بين الشعوب؟

ج6/ إن القرآن الكريم يؤكد على مسألة الجهاد فی سبيل الله قال تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِی سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَیْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الصف:11)، فالجهاد فی سبيل الله بالمال والنفس قرن بالإيمان، ولا يمكن للإنسانية أن تتقدم دون الدفاع عن الحقوق والذود عن الكرامة وقد ورد عن علی (ع) الحق يؤخذ ولا يعطى، وهذا مبدأ فطری وقد كفلته حتى القوانين الوضعية، فنجد أن بعض القوانين الوضعية تتيح للإنسان أن يدافع عن نفسه وأرضه ويقدم نفسه قرباناً للحصول على حقوقه، لذا كان موقف الجمهورية الإسلامية فی الدفاع عن المستضعفين فی العالم موقفاً مشرفاً، أساسه القرآن الكريم فی قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِی سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ یَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِیًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (النساء:75).

السوال السابع: كما تعلمون ان مفجر الثورة الاسلامية الامام الخمينی(ره) جاء بنظرية السياسة المنبعثة فی التعاليم القرآنية و فعل هذاالنظر علی أرض الواقع.. ماهو تحليلكم؟

ج7/ إن السيد الإمام (رحمه الله) لكونه مرجعاً تربى على تعاليم القرآن الكريم والنبی (ص) وأهل البيت (ع) لذا كان القرآن الكريم المنطلق الأول لفهمه للحياة والجهاد فی سبيل الله، ولعل إقامته لهذه الجمهورية المباركة الشاهد الماثل الذی جعل حياته ثرة بالعطاء وموته غاية فی البركة، فكل الحسنات التی ترتبت على إقامة أحكام الله وترسيخ مبادئ الحق والعدل والفضيلة ونشر قيم السماء ترجع فی ثوابها إلى هذا الإمام العظيم (رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه).

السوال الثامن: للجمهورية الاسلامية نظرة عالمة و دقيقة لطبع و اصدار القرآن الكريم وبهذاالصدد أنشئت ايران المطابع الوطنية الكثيرة وترجمت القرآن الی العديد من اللغات العالمية.. كيف تقيمون هذاالعمل و هل سيعزز التعاليم القرآنية؟

ج8/ إن طباعة القرآن الكريم وإهدائه وتعليمه من لا يعلمه ونشره بلغات العالم كل ذلك من تبليغ رسالات الله وإرشاد الناس إلى سواء السبيل وما تقوم به الجمهورية الإسلامية المباركة فی هذا الصدد عمل يسهم فی نشر الإسلام وجعل البشرية جمعاء تنضوی تحت راية القرآن الكريم الذی هو الهدى والسراط المستقيم قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ یِهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ وَیُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ یَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء:9).

 

منقول من وكالة الانباء القرآنية العالمية

http://iqna.ir/ar/news_detail.php?ProdID=441216


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=667
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 08 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24