• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم (القسم الثاني) .

خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم (القسم الثاني)

السيد عادل العلوي

دعوة الأنبياء أو أهم وظائف القائد الإسلامي:

دعوة الأنبياء ومن ثم العلماء ولا سيما القائد الإسلامي تتلخص في العناوين التالية:

1ـ الدعوة إلى التوحيد: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ إِلّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنّهُ لاَ إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)(1).

2ـ الدعوة إلى محاربة الطاغوت:

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنْهُم مّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَنْ حَقّتْ عَلَيْهِ الضّلاَلَةُ ...)(2).

3ـ الدعوة إلى القسط والعدالة: (... وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللّهُ ...)(3) .

 (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ ...)(4) .

4ـ الدعوة إلى عبادة الله والخوف من المعاد:

 (إِذْ جَاءَتْهُمُ الرّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلّا تَعْبُدُوا إِلّا اللّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبّنَا لَأَنْزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ) (5).

5ـ الدعوة إلى التقوى: (إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتّقُونَ)(6) ،

 (إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُوا اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلّا عَلَى‏ رَبّ الْعَالَمينَ) (7).

6ـ الدعوة إلى الأعمال الصالحة: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلاَ تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتّقُوا الّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلّةَ الْأَوّلِينَ ...) (8).

7ـ الدعوة إلى التجارة ومراعاة آدابها وأحكامها وعدم الفساد في الأرض: (وَإِلَى‏ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ مَا لَكُم مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)(9).

8ـ الدعوة إلى الاستغفار والرجوع إلى الله سبحانه: (يَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلّا عَلَى الّذِي فَطَرَني أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السّماءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوّةً إِلَى‏ قُوّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلّوْا مُجْرِمِينَ) (10).

9ـ الدعوة إلى الله لا إلى النفس: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَلكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)(11) .

10ـ الإخراج من الظلمات إلى النور:

 (رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللّهِ مُبَيّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ) (12).

11ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحرية:

 (الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الْأُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّورَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُوا النّورَ الّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (13) .

12ـ التربية والتعليم:

(هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الْأُمّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ) (14).

13ـ الحكم بما أنزل الله سبحانه: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلّوْا فَاعْلَمْ أَنّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ لَفَاسِقُونَ)  (15).

14ـ الشهادة على الناس: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى‏ هؤُلاَءِ شَهِيداً)  (16).

15ـ الدعوة إلى إقامة الصلاة: (ربّ اجعلني مقيم الصلاة ... ومن ذريتي ربّنا وتقبّل دعاء)  (17).

(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (18).

 

الأنبياء وأصناف الناس أو عمل الأمة مع القائد:

1ـ ومن الناس من يتبع الشيطان: (تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى‏ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَزَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(19). 

(فَمِنْهُم مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَن صَدّ عَنْهُ) (20).

2ـ فمنهم من يستهزئ بالأنبياء والرسل وفي زمن الغيبة بالعلماء والقادة:

(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رّسُولٍ إِلّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) (21).

3ـ مسؤولية الأنبياء ومجادلة الناس بالباطل:

 (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلّا مُبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقّ وَاتّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً)  (22).

4ـ تكذيب الناس وصبر الأنبياء ونصرهم: (وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى‏ مَا كُذّبُوا وَأُوذُوا حَتّى‏ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا) (23).

5ـ عدم إيمان الناس: (لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنّةُ الْأَوّلِينَ)  (24).

6ـ إعراض الناس ونتيجة ذلك: (وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى‏ عَنْهُم مّا كَانُوا يَكْسِبُون َ) (25).

7ـ عدم وفاء الناس مع الأنبياء وكذلك مع العلماء:

 (وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لّيَكُونُنّ أَهْدَى‏ مِنْ إِحْدَى‏ الْأُمَمِ فَلَمّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مّا زَادَهُمْ إِلّا نُفُوراً)(26).

8ـ مخالفة أصحاب الثروة وإشاعاتهم ضد الأنبياء ومن ثم ضد العلماء والقائد الإسلامي:

 (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الّذِينَ كَفَرُوا وَكَذّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا مَا هَذا إِلّا بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ) (27).

9ـ ومن أفعال بعض الناس أمام دعوة الأنبياء: (إِنّ الّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)(28).

(والّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (29) .

10ـ إسراف الناس: (... وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيّنَاتِ ثُمّ إِنّ كَثِيراً مِنْهُم بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (30).

11ـ اتهام الناس للرسُل ومن ثم العلماء: (قَالُوا إِنّا تَطَيّرْنَا بِكُمْ لَئِن لّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنّكُمْ وَلَيَمَسّنّكُم مِنّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (31).

12ـ استكبار بعض الناس وتكذيبهم الرسل وقتلهم الأنبياء:

 (... أَفَكُلّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى‏ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (32).

13ـ عودة الناس إلى الله عند رؤية غضبه: (فَلَمّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنّا بِهِ مُشْرِكِينَ) (33).

14ـ ولكن لا ينفع الإيمان بعد رؤية الغضب والبأس:

 (فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنّتَ اللّهِ الّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) (34).

15ـ وأما منطق من يخالف الأنبياء ومن ثم العلماء والقائد الإسلامي:

(فَأَمّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدّ مِنّا قُوّةً ...) (35).

(وَأَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبّوا الْعَمَى‏ عَلَى‏ الْهُدَى‏ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (36).

 وهذا يعني ربما سبحانه ينعم على أمة وشعب بالهداية والتوفيق والسداد ولكن الإنسان هو الذي يختار الضلال والعمى ومن سنة الله أن يؤاخذ بالعذاب بعد الفشل والذلة فاعتبروا يا أولي الأبصار ، ومن منطق المخالفين أيضاً:

(وَكَذلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى‏ أُمّةٍ وَإِنّا عَلَى‏ آثَارِهِم مُقْتَدُونَ) (37) .

وأما منطق الأنبياء ضد إشاعة المخالفين: (كَذلِكَ مَا أَتَى الّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِن رَسُولٍ إِلّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * فَتَوَلّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ * وَذَكّرْ فَإِنّ الذّكْرَى‏ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (38).

16ـ عصيان المخالفين: (وَكَأَيّن مِن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً) (39).

17ـ اعتداء المخالفين:

(ثُمّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى‏ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذّبُوا بِهِ مِن قَبلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلَى‏ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ)(40) .

18ـ تولي المخالفين وفسقهم:  (فَمَن تَوَلّى‏ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)(41).

19ـ شك المخالفين وأذاهم ومنطق الأنبياء وصبرهم:

(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلّا اللّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيّناتِ فَرَدّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنّا لَفِي شَكّ مِمّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)(42).

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكّ فَاطِرِ السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخّرَكُمْ إِلَى‏ أَجَلٍ مُسَمّىً قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدّونَا عَمّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)(43).

20ـ والمخالفون هم الجهلاء حقا:ً (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ * قَالَ إِنّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللّهِ وَأُبَلّغُكُم مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ)(44).

21ـ فمن منطق المخالفين وجواب الأنبياء:

 (قَالَ الْمَلَأُ الّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنّكَ يَا شُعَيْبُ وَالّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنّا كَارِهِينَ * قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلّا أَنْ يَشَاءَ اللّهُ رَبّنَا وَسِعَ رَبّنا كُلّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكّلْنَا رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)(45).

(فَتَوَلّى‏ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى‏ عَلَى‏ قَوْمٍ كَافِرِينَ)(46) .

22ـ ومن منطق المخالفين وجواب الأنبياء:

(قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَو أَن نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنّكَ لأنتَ الْحَلِيمُ الرّشِيدُ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى‏ بَيّنَةٍ مِن رَبّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى‏ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلّا بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنكُم بِبَعِيدٍ * وَاسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنّ رَبّي رَحِيمٌ وَدُودٌ * قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَإِنّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزّ عَلَيْكُم مِنَ اللّهِ وَاتّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنّ رَبّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَيَا قَوْمٍ اعْمَلُوا عَلَى‏ مَكَانَتِكُمْ إِنّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)(47).

23ـ ومن منطقهم أيضا:ً (...إِنّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلكِنّي رَسُولٌ مِن رَبّ الْعَالَمِينَ * أُبَلّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ * أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِن رَبّكُمْ عَلَى‏ رَجُلٍ مِنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللّهِ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ)(48).

24ـ والذي لا يجيب دعوة الله ورسوله فهو في ضلال:

 (وَمَن لاَ يُجِبْ دَاعِيَ اللّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)(49).

25ـ وأما من آمن واتقى وأصلح:

 (يَا بَنِي آدَمَ إِمّا يَأْتِيَنّكُمْ رُسُلٌ مِنكُمْ يَقُصّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتّقَى‏ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)(50).

26ـ فمخالف الأنبياء لا يبالي حتى بقتلهم:

 (إِنّ الّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيْرِ حَقّ وَيَقْتُلُونَ الّذِينَ يَأْمُرُونَ بالْقِسْطِ مِنَ النّاسِ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(51).

27ـ ومقصود المخالف أن يتبع النبي أو العالم هواه وملته وإلاّ فيهدده بالنفي عن البلد:

 (وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنّكُم مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا فَأَوْحى‏ إِلَيْهِمْ رَبّهُمْ لَنُهْلِكَنّ الظّالِمِينَ)(52).

28ـ والله يأمره أن: (وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى‏ بِاللّهِ وَكِيلاً)(53).

29ـ ولكن من أجل تحكيم معنويات النبي يقولون:

 (... مَالِ هذَا الرّسُولِ يَأْكُلُ الطّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً * أَوْ يُلْقَى‏ إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلاً مّسْحُوراً * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلّوا فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(54).

وهناك آيات كثيرة في هذا الباب لم نذكرها طلباً للاختصار.

30ـ وأما معاملة النبي ومن يرثه مع الناس فاللين والعفو ومشاورتهم في الأمر:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ...)(55).

31ـ ويتلو عليهم القرآن الكريم: (وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى‏ فَإِنّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلّ فَقُلْ إِنّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ)(56).

32ـ ويدعو إلى الله ويكون كالسراج المحترق من أجل إضاءة المجتمع:

 (وَبَشّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنّ لَهُم مّنَ اللّهِ فَضْلاً كَبِيراً)(57).

33ـ وإنما يتواضع للمؤمنين: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)(58).

34ـ وعلى المؤمنين الإطاعة المحضة: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً)(59).

35ـ بيعة الأنبياء إنما هي بيعة الله: (إِنّ الّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنّمَا يُبَايِعُونَ اللّهَ...).

36ـ وان الأنبياء ومن يحذو حذوهم حريصون على الأمة:

 (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(60).

37ـ وأنهم يصبرون لحكم الله وأن يكونوا مع المؤمنين:

 (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا...)(61) .

38ـ وإن كان أكثر الناس لا يعقلون ولا يؤمنون:

 (أَمْ تَحْسَبُ أَنّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ سَبِيلاً)(62).

39ـ فإنهم من المستكبرين: (إِنّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلهَ إِلّا اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)(63).

40ـ وعجيب أمر الناس فإنّ: (وَمِنْهُمْ مَن يَلْمِزُكَ فِي الصّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ)(64).

41ـ ثم بعضهم يجرحون مشاعر قادتهم على أنهم إنما يستمعون لحواشيهم وأطرافهم:

 (إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً)(65).

وقد قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): ((من آذى فاطمة فقد آذاني)) وكل من يؤذي رسول الله فعليه لعنة الله في الدنيا والآخرة بنص الآية الشريفة .

42ـ فالأنبياء ومن يرثهم في علومهم إنما سدد الله خطاهم وثبتهم على الحق وإلاّ:

 (وَلَوْلاَ أَن ثَبّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً)(66).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

المصادر :

ــــــــــــ

1 ـ الأنبياء : 25 .   2.

2 ـ النحل : 36 .

3 ـ الشورى : 15

4 ـ الحديد : 25 .

5 ـ فصلت : 14 .

6 ـ الشعراء : 177 .

7 ـ الشعراء : 177-180 .

8 ـ الشعراء : 181-184 .

9 ـ هود : 84-86 .

10 ـ هود : 51-52 .

11 ـ آل عمران : 79 .

12 ـ التغابن : 64 .

13 ـ الأعراف : 157 .

14 ـ الجمعة : 2 .

15 ـ المائدة : 49 .

16 ـ النساء : 41 .

17 ـ إبراهيم : 40 .

18 ـ الأنبياء : 73 .

19 ـ النحل :  63 .

20 ـ النساء :  55 .

21 ـ يس : 30 .

22 ـ الكهف :  56 .

23 ـ الأنعام : 34 .

24 ـ الحجر : 13 .

25 ـ الحجر : 81-84 .

26 ـ فاطر: 42 .

27 ـ المؤمنون : 33- 34 .

28 ـ النساء : 150 .

29 ـ النساء : 152 .

30 ـ المائدة : 32 .

31 ـ يس : 18 .

32 ـ البقرة : 87 .

33 ـ غافر:  84 .

34 ـ غافر : 85 .

35 ـ فصلت : 15 .

36 ـ  فصلت :  17 .

37 ـ الزخرف : 23 .

38 ـ الذاريات : 52- 55 .

39 ـ الطلاق : 8 .

40 ـ يونس : 74 .

41 ـ آل عمران : 82 .

42 ـ إبراهيم : 9 .

43 ـ إبراهيم : 10 .

44 ـ الأحقاف : 22-23 .

45 ـ الأعراف :  88 -89 .

46 ـ الأعراف : 93 .

47 ـ هود :  87-93 .

48 ـ الأعراف : 66-69 .

49 ـ الأحقاف : 32 .

50 ـ الأعراف :  96 .

51 ـ آل عمران : 21 .

52 ـ إبراهيم : 13  .

53 ـ الأحزاب  :  48 .

54 ـ الفرقان : 7- 9 .

55 ـ آل عمران : 159 .

56 ـ النمل : 92 .

57 ـ الأحزاب : 47 .

58 ـ الشعراء : 215 .

59 ـ الأحزاب : 36 .

60 ـ التوبة : 128 .

61 ـ الكهف : 28 .

62 ـ الفرقان : 44 .

63 ـ الصافات : 35 .

64 ـ التوبة : 58 .

65 ـ الأحزاب : 87 .


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=621
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 07 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24