• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : من فضائل الإمام علي (ع) من القرآن الكريم .

من فضائل الإمام علي (ع) من القرآن الكريم

بقلم : محمد بيومي مهران

لعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هناك من الآيات القرآنية الكريمة التي نزلت في حق الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - ومن المفروض أن نتعرض لها ، قبل الحديث الشريف ، غير أننا نعتمد في هذه الآيات الكريمة على التأويل، والاستدلال بروايات ذكرت في أسباب النزول لهذه الآيات الكريمة ، ومن ثم فعمادنا هنا قول علماء التفسير وأئمته - وليس قول جدنا ومولانا وسيدنا النبي المعصوم ، صلى الله عليه وسلم - والمعروف أن تلك اجتهادات ، وفوق كل ذي علم عليم ، هذا فضلا عن أن كثيرا من الآراء التي دارت حول الإمامة لم تظهر على أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ظهرت بعد أن تكونت نظريات الفرق المختلفة حول الإمامة .

وأما هذه الآيات - غير آية المباهلة وآية المودة وغيرهما من الآيات التي تعرضنا لها من قبل - فسنذكر الآيات الكريمة التالية:

1 ـ  آية البقرة  207 :  قال الله تعالى : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).

روى الإمام القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) : قيل : نزلت في علي رضي لله عنه ، حين تركه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، على فراشه ، ليلة خرج إلى الغار(1)

 وروى ابن الأثير في أسد الغابة بإسناده إلى الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المفسر قال : (رأيت في بعض الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما أراد الهجرة ، خلف علي بن أبي طالب بمكة لقضاء ديونه، ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره ليلة خرج إلى الغار - وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : ( اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ، إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ). ( فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام : أني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر) فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ؟ فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما ، أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه ، يفديه بنفسه ، ويؤثره بالحياة ، إهبطا إلى الأرض ، فاحفظاه من عدوه ، فنزلا ، فكان جبريل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟ فأنزل الله عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة - في شأن علي  (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ) (2)

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن سيدنا الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين ، (عليهما السلام) ، قال : (إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ، علي بن أبي طالب عليه السلام) . وقال علي (عليه السلام) ، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم :

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى **** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به **** فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا **** موقى وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم ولم يتهمونني ****وقد وطنت نفسي على القتل والأسر( 3)

 قال الله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

وقال القرطبي في تفسيره : روي عن ابن عباس أنه قال : نزلت في علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ، كانت معه أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا ، وبدرهم جهرا ( 4)

وفي تفسير المنار : وأخر عبد الرازق وابن جرير وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنها نزلت في علي ، كرم الله وجهه ، كانت له أربعة دراهم ،  فأنفـق بالليل درهما ، وبالنهار درهما ، وسرا درهما وعلانية درهمــا .

 وفي رواية الكلبي : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال، حملني أن استوجب علي الله الذي وعدني ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( ألا إن ذلك لك).

وروى ابن كثير في تفسيره ( تفسير القرآن العظيم ) بسنده عن ابن جبير عن أبيه قال : كان لعلي أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ، ودرهما نهارا ، ودرهما سرا ، ودرهما علانية ، فنزلت (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً)

وكذا رواه ابن جرير ، من طريق عبد الوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف ، لكن رواه ابن مردويه ، من وجه آخر عن ابن عباس ، أنها نزلت في علي بن أبي طالب (5)

وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً) ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كانت معه أربعة دراهم ، فأنفق في الليل درهما ،  وفي النهار درهما ودرهما في السر، ودرهما في العلانية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال : أن استوجب على الله ما وعدني ، فقال : ألا إن لك ذلك ، فنزلت الآية . وتابع ابن عباس مجاهد وابن النائب ومقاتل (6)

وروى الزمخشري في تفسيره : وعن ابن عباس : أنزلت في علي ، لم يملك إلا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية (7)

وذكره السيوطي في تفسيره ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) ، وقال : أخرجه عبد الرازق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن عساكر ، وذكره الهيثمي في مجمعه (8).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة (9) بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، كان عنده أربعة دراهم ، فأنفق في الليل واحدا، وفي العلانية واحدا .

ورواه عفان بن مسلم عن وهيب عن أيوب عن مجاهد عن ابن عباس مثله .

 وروى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال : كان لعلي رضي الله عنه ، أربع دراهم ، فأنفق درهما بالليل ، ودرهما بالنهار ، ودرهما سرا ، ودرهما علانية ، فنزلت (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً).

  وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، لم يكن يملك غير أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حملك على هذا ؟ قال : حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ألا إن ذلك لك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ( 10)

  المصادر :

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  تفسير القرطبي ص 829 .

2 ـ أسد الغابة 4 / 103 - 104 .

3 ـ  المستدرك للحاكم 3 / 4 ، فضائل الخمسة 2 / 311 - 312

4 ـ تفسير المنار 3 / 77 .

5 ـ  تفسير ابن كثير 1 / 487

6 ـ الرياض النضرة 2 / 273 .

7 ـ  تفسير الزمخشري 1 / 126(المطبعة البهية المصرية - القاهرة 1343 ه‍ / 1925 م).

8 ـ  مجمع الزوائد 6 / 324 ، فضائل الخمسة 1 / 275

9 ـ أسد الغابة 4 / 104 .    

10 ـ أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري : أسباب النزول ص 58 ( ط الحلبي - القاهرة 1388 ه‍ / 1968 م).

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=598
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24