• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : تفسير (إهدنا الصراط المستقيم) .

تفسير (إهدنا الصراط المستقيم)

المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي

في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ (إهدنا الصراط المستقيم)

يقول الامام الصادق (عليه السلام): «أرشدنا إلى الطريق المؤدّي إلى محبتك، والمبلِّغ دينك، والمانع من أن نتّبع أهوائنا فنُعتَب، أو نأخذ بآرائنا فنهلِك»(1).

شرح الحديث :

في الآية التي نقرأها عشرة مرات يومياً قال الامام (عليه السلام) عدّة جمل:

1 ـ أوّل علامة للطريق المستقيم هي محبة الله، وإذا زادت محبتنا لله يوماً بعد يوم كان ذلك دليلاً على كوننا في الطريق المستقيم.

2 ـ الصراط المستقيم يوصلنا إلى دين الله وحقيقته، وإذا زاد قربنا من حقيقة الدين يوماً بعد يوم علمنا بأنَّا في الطريق المستقيم.

3 ـ الصراط المستقيم يمنعنا من اتباع الأهواء والآراء الشخصية والآراء المقترنة بالأحكام المسبقة.

إذا اجتمعت هذه الخطوات كنا في الصراط المستقيم، وإذا لم نعثر على محبة الله في قلوبنا، وإذا قلَّ الاخلاص وحضور القلب في الصلاة يوماً بعد آخر علمنا بانحرافنا عن الصراط المستقيم، وإذا لم يزد علمنا ـ سواء في الاصول أو الفروع ـ اتضح لنا ضلالنا عن الصراط المستقيم.

نعوذ بالله من إلصاق الانسان طابع الدين والوظيفة الشرعية على الأهواء، فذلك خطر كبير، عندما نقف للصلاة علينا أن نطلب من الله باخلاص أن يهدينا إلى الصراط المستقيم وزيادة محبته.ممَّا يفتخر به سالكو العلوم الدينية ورجال الدين أن جلَّ حياتهم عبارة عن اُمور تمكّنهم زيادة معارفهم تجاه دينهم وتزيد من محبتهم إلى الله تعالى(2).

المصادر :

ــــــــــ

1 ـ مسند الرضا 1: 314.

2. يُطرح سؤالان هنا، وهما:

الأول: ما هو الصراط المستقيم؟

الثاني: لماذا نطلب من الله دائماً أن يهدينا إلى الصراط المستقيم؟

وهل نحن ضالون؟ وإذا ناسبنا هذا المعنى فهل هو مناسب لمثل الرسول والائمة الذين هم نماذج للانسان الكامل؟

أولاً: الصراط المستقيم هو صراط النزاهة والعدل والايمان والعمل الصالح.

ثانياً: نقول في الجواب على الايرادات المتقدّمة: يُخاف على الانسان من الانحراف في كل لحظة، ولهذا عليه أن يكلَّ نفسه إلى الله ويطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم ويثبّته عليه، مضافاً إلى أن الهداية عبارة عن طي طريق التكامل، حيث يجتاز الانسان مراحل نقصانه تدريجياً لكي يبلغ المراحل الأعلى.

كما نعلم بأن طريق التكامل غير محدود ويتّجه نحو اللانهاية، ولهذا لا نعجب أن يطلب الرسول والائمة من الله الهداية إلى الصراط المستقيم، فان الكمال المطلق لله، والجميع في طريقهم نحو التكامل، ولا مانع أن يطلبوا من الله الدرجات الأعلى. انظر تفسير الأمثل 1: 46.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=556
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24