متكلمة بالقرآن

                                             ^{بقلم : السيد جواد الهاشم}

           ذكر الشيخ القمي نقلاً عن أبي القاسم القشيري ، قال بعضهم : انقطعت في البادية عن قافلة فوجدت إمرأة سألتها : من أنت ؟ قالت : (وقل سلام فسوف تعلمون) [الزحرف : 89 ] . بعد ذلك سلمت عليها، وقلت لها ماذا تفعلين في هذه الصحراء ؟  قالت : (من يهدي الله فماله من مضل) [الزمر : 37 ] . قلت : أمن الجن أنت أم من الأنس ؟ قالت : (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) [الأعراف : 31 ]. قلت : من أين أتيتي ؟ قالت : (ينادون من مكان بعيد) [فصلت : 44 ]. قلت : أين مقصدك ؟ قالت : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) [آل عمران : 97 ] . قلت : كم مضى منذ مفارقتك قافلة الحجاج ؟ قالت : (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) [ق : 38 ] . قلت : هل ترغبين في تناول الأكل والطعام ؟ قالت : (وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام) [ الأنبياء : 48 ] . فأعطيتها طعامي الذي كان معي فأكلت، عندها رجوتها بأن تسرع في ذلك، قالت : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) [البقرة : 286 ] . فاضطررت أن أسير وأركبها الدابة . قالت : (الحمد لله الذي سخر لنا هذا) [الزخرف : 13 ]  . وعندما وصلت القافلة سألتها : هل لديك أحد في هذه القافلة . قالت : (يا داوود إن جعلناك خليفة في الأرض) [ص : 26 ] ، (وما محمد إلا رسول) [آل عمران : 14 ]  ، (يا يحيي خذ الكتاب) [مريم : 12 ]  . ثم جئت إلى القافلة وناديت بأعلى صوتي بهذه الأسماء، فرأيت أربعة رجال من الشباب ثم دنوت من هذه المرأة فسألتها : من يكون هؤلاء الشباب . قالت : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) [الكهف : 46 ] . ثم خاطبتهم قائلة : (يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) [القصص : 26 ]. بعد ذلك قام هؤلاء الشباب بمكافأتي وتقديم الإحسان لي وعندها قالت : (والله يضاعف لمن يشاء) [البقرة : 261 ] . ثم قامت بزيادة الإحسان لي زيادة على إحسانهم وفي هذا الوقت سألتهم : من تكون هذه المرأة فقالوا : إنّها أمنا.

      من المرجح أن تكون فضة (رضي الله عنها) جارية فاطمة الزهراء (عليها السلام)  التي كانت تتحدث بالقرآن لمدة عشرين سنة. وفي رواية أخرى أربعين سنة  .