• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : علم التفسير .
                    • الموضوع : التفسيرُ نشأتهُ وتَطوّرهُ (2) .

التفسيرُ نشأتهُ وتَطوّرهُ (2)

مَرحَلةُ عَهدالصَحابَة

الشيخ: محمّد هادي معرفة

هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّهِ.

  قال تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَن نَشَاءُ وفوق كُلّ ذي علمٍ عليم). (يوسف: 76).

 لا شكّ أنّ الصحابة، مِمّن (رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) (التوبة: 100)، كانوا هُم مراجع الأمّة بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، إذ كانوا حاملي لوائه، ومصادر شريعته إلى الملأ، ليس يُعدَل عنهم إلى الأبد.

 نعم، كانوا على درجاتٍ من العلم والفضيلة حسبما أوتوا من فهمٍ، وذكاءٍ، وسائر المواهب والاستعداد:

 (أَنزَلَ مِنَ السّماءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) (الرعد: 17)، (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة: 269).

 قال مسروق بن الأجدع الهمداني(1): جالست أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فوجدتهم كالإخاذ ـ يعني الغدير من الماء ـ فالإخاذ يروي الرَجُل، والإخاذ يروي الرَجُلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ  يروي المائة، والإخاذ لو نزلَ به أهل الأرض لأصدرهم(2).

 وفي لفظ ابن الأثير: تكفي الإخاذة الراكب، وتكفي الإخاذة الراكبين، وتكفي الإخاذة الفئام من الناس. قال: والإخاذ ككتاب: مصنع للماء يجتمع فيه، والفئام: الجماعة الكثيرة.

 ويُعني بالأخير الإمام أمير المؤمنين، عليه صلوات المصلّين، حيث كان (سلام الله عليه) ينحدرُ عنه السيل ولا يرقَى إليه الطير(3).

 قال مسروق: (انتهى العلمُ إلى ثلاثة: عالِمٌ بالمدينة علي بن أبي طالب، وعالِمٌ بالعراق عبد الله بن مسعود، وعالِمٌ بالشام أبي الدرداء... فإذا التقوا سأل عالِمُ الشام وعالِم العراق، عالِمُ المدينة، وهو لم يسألهم...)(4)

 قال الأستاذ محمد حسين الذَهبي: الحقُّ أنّ الصحابة كانوا يتفاوتون في القدرة على فهم القرآن، وبيان معانيه المرادة منه، وذلك راجعٌ إلى اختلافهم في أدوات الفهم، فقد كانوا متفاوتين في العلم بلُغتهم، فمنهم الواسع الاطلاع المُلمّ بغريبها كعبد الله بن عباس، ومنهم دون ذلك، ومنهم مَن لازمَ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فعرفَ من أسباب النزول ما لم يعرفه غيره كعليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

 أضف إلى ذلك، أنّ الصحابة لم يكونوا في درجتهم العلميّة ومواهِبهم العقليّة سواءً، بل كانوا مختلفين في ذلك اختلافاً عظيماً...(5)

 هذا عديّ بن حاتم(6)، العربي الصميم، حَسبَ من قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى‏ يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...) (البقرة: 187)، أنّه تمايُز أحد خيطين أبيض وآخر أسود، إحداهما عن الآخر في ضوء الفجر! فأخذَ عِقالين أبيض وأسود وجَعَلهما تحت وسادة، فجعلَ ينظر إليهما فلا يتبيّن له أحدهما عن الآخر، فلمّا أصبح غَدى إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يخبره بما صَنع! فضحكَ رسول الله من صنيعة ذلك، حتى بَدَت نواجِذهُ، وفي روايةٍ قال له:

 ((إنّ وسادكَ إذن لَعَريض! ـ كنايةً عن عدم تنبّهه لحقيقة الأمر ـ ثم قال له: إنّما ذلك بياضُ النهار من سواد الليل...))(7) إنّه البياض المُعترِض على الأفق تحت سواد الليل المُنصرم... وفي الدرّ المنثور:

 ((لا يَمنعكم من سُحوركم أذانُ بلال ولا الفجرُ المستطيل ـ وهو الساطِع المُصعَد ـ ولكنّ الفجر المُستظهر في الأفق، هو المُعترِض الأحمر، يلوح إلى الحمرة)).

 وفي حديثٍ: ((لا يمنعكم أذانُ بلال من سحوركم، فإنّه يُنادى بليل، فكُلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم؛ فإنّه لا يُؤذّن حتى يطلع الفجر))(8).

 قال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): ((الفجرُ: هو الخيطُ الأبيض المعترِض، وليس هو الأبيض صُعداً...))(9).

 وزَعَمت عائشة من قوله تعالى: (يُؤْتُونَ مَا آتَوْا...) إرادة ارتكاب المآثم... الأمر الذي يتنافى مع سياق الآية الواردة بشأن الإشادة بموضع المؤمنين حقّاً... قال تعالى: (إِنّ الّذِينَ هُم مِنْ خَشْيَةِ رَبّهم مُشْفِقُونَ) ـ إلى قوله ـ: (وَالّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنّهُمْ إِلَى‏ رَبّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون: 57 ـ 61).

 فسألت عن ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقالت: هو الذي يسرق، ويزني، ويشرب الخمر، وهو يخاف الله؟! فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((لا، ولكنّه الذي يصوم، ويصلّي، ويتصدّق، ويخاف الله))(10)، كفايةً عن إتيانه الطاعات، وجِلاً أن لا يكون مؤدّياً لها تامّة حسبما أراده الله!

 ولعلّها كانت تتصوّر من الكلمة أنّها مقصورة: (يأتُون ما أَتَوا) بمعنى: (يعملون ما عَملوا). وقد أسلَفَنا الكلام عن تزييفه(11). وإنّ الصحيح هي قراءة المدّ: (يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) بمعنى: يؤدّون ما أدّوا، أي من أفعال البرّ والخيرات، من غير إعجابٍ ولا رياء... وإلى ذلك ينظر تفسيره (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

 ورَوى زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: ((أتى عمّار بن ياسر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله، أجنبتُ اللّيلة ولم يكن معي ماء؟ قال: كيف صنعتَ؟ قال: طرحتُ ثيابي، ثُم قمتُ إلى الصعيد فتمعّكتُ!(12) فعلّمه رسول الله التيمّم، سواء أكان بدلَ وضوء، أم بدلَ غُسلٍ...))(13).

 وقَرَأ عمر بن الخطّاب من سورة (عبس) حتى وصلَ إلى قوله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى‏ طَعَامِهِ * أَنّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (عبس: 24 ـ 32)، فقال: هذه الفاكهة قد عَرفناها، فما الأبّ؟ ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ هذا لهو التكلّف يا عمر!

 وفي روايةٍ: ثمّ رفضَ ـ أو نقضَ ـ عَصاً كانت في يده، وقال: هذا لعمرُ الله هو التكلّف، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ! إتّبعوا ما بُيّن لكم هُداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكِلوه إلى ربّه! ولعلّهُ سُئِل عن تفسير الآية فحارَ في الجواب!

 وقد وردَ أنّ أبا بكرٍ أيضاً سُئِل قبل ذلك عن تفسير الآية، فقال: أيّ سماءٍ تُظِلّني، وأيّ أرضٍ تُقلّني، إذا قلتُ في كتاب الله ما لم أعلم!(14).

 قال الذَهبي: ولو أنّنا رَجعنا إلى عهد الصحابة، لوجَدنا أنّهم لم يكونوا في درجةٍ واحدة بالنسبة لفَهم معاني القرآن، بل تتفاوت مراتبهم، وأُشكِل على بعضهم ما ظهر لبعضٍ آخرَ منهم، وهذا يرجع إلى تفاوتهم في القوّة العقليّة، وفي معرفة ما أحاطَ بالقرآن من ظروفٍ وملابسات.

 وأكثر من هذا، أنّهم كانوا لا يتساوون في معرفة المعاني التي وضِعت لها المفردات، فمِن مفردات القرآن ما خفيَ معناه على بعض الصحابة، ولا ضيرَ في هذا؛ فإنّ اللغة لا يُحيط بها إلاّ معصوم، ولم يدّعِ أحدٌ أنّ كل فردٍ من أمّةٍ يعرفُ جميع ألفاظ لُغتها.

 قال: ومِمّا يشهدُ لهذا الذي ذهبنا إليه، ما أخرجه أبو عبيدة في الفضائل، عن أنس: أنّ عمر بن الخطاب قَرَأ على المنبر: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأبّ؟ ثُمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ هذا لهوَ التكلّف يا عمر!

 وما رويَ من أنّ عمر كان على المنبر فَقَرأ: (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى‏ تَخَوّفٍ) (النحل: 47)، ثُم سألَ عن معنى التخوّف؟ فقال له رجل من هُذيل: التَخوّف عندنا التنقُّص، ثُمَ أنشدَ:

تخوَّفَ الرحلُ منها تامكاً قَرداً***كما تخوَّفَ عُود النَبعة السَّفنُ(15)

 قال الطبرسي: التخوّف التنقّص، وهو أن يأخذ الأوّل فالأول حتى لا يبقى منهم أحد، وتلك حالةٌ يُخاف منها الهلاك والفناء، وهو الفناء تدريجاً، ثمّ أنشدَ البيت بتبديل الرحل إلى السير(16).

 قال الفرّاء: جاء التفسير بأنّه التنقّص، والعرب تقول: تحوَّفته ـ بالحاء المُهملة ـ: تَنَقّصه من حافاته(17).

 ومعنى الآية على ذلك: أنّه تعالى يُهلكهم على تدرّجٍ شيئاً فشيئاً، بما يجعَلهم على خوف الفناء، حيث يَرون أنّهم في تنقيص، والأخذ من جوانبهم تدريجاً... وهذا نظير ما وردَ في آيةٍ أخرى: (أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) (الأنبياء: 44)(18). وقوله: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ)(البقرة: 155).

 وأيضاً أخرج أبو عبيدة عن طريق مجاهد، عن عبد الله بن عباس، قال: كنتُ لا أدري ما (فَاطِرِ السّماوَاتِ) حتى أتاني إعرابيان يتخاصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فَطرتُها، والآخر يقول: أنا ابتدأتها...(19).

 قال الذَهَبي: فإذا كان عمر بن الخطاب يَخفى عليه معنى الأبّ والتخوّف ـ ويسأل عنهما غيره، وابنُ عباس ـ وهو ترجُمان القرآن ـ لا يظهر له معنى (فاطر) إلاّ بعد سماعه من غيره ـ فكيف شأن غيرهما؟!

 لا شكّ أنّ كثيراً منهم كانوا يَكتفون بالمعنى الإجمالي للآية، فيكفيهم ـ مثلاً ـ أن يعلموا من قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)، أنّه تعداد للِنعم التي أنعمَ الله بها عليهم، ولا يُلزِمون أنفسهم بتفهّم معنى الآية تفصيلاً، ما دام المراد واضِحاً جليّاً...(20).

  المفسِّرون من الأصحاب:

   اشتهرَ بالتفسير من الصحابة أربعةٌ، لا خامسَ لهم في مثل مقامهم في العِلم بمعاني القرآن، وهُم: علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان رأساً وأعلم الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وأُبيّ بن كعب، وعبد الله بن عباس، كان أصغرَهم وأوسَعهم باعاً في نشرِ التفسير.

 أمّا غير هؤلاء الأربعة، فلم يُعهد عنهم في التفسير سوى النزرُ اليسير.

 قال جلال الدين السيوطي: اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرةٌ: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير. أمّا الخلفاء، فأكثر مَن روي عنه منهم علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة (أبي بكر، وعمر، وعثمان) نزرةٌ جدّاً(21).

 قال الأُستاذ الذَهبي: وهناك مَن تكلّمَ في التفسير من الصحابة غير هؤلاء مثل: أنس بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعائشة، غيرَ أنّ ما نُقِل عنهم في التفسير قليلٌ جدّاً، كما أنّ العشرة الذين اشتهروا بالتفسير، تفاوتوا قلّةً وكثرةً، والمخصوص بكثرة الرواية في التفسير منهم أربعةٌ: عليُ بن أبي طالب، وابنُ مسعود، وأُبيّ بن كعب، وابنُ عبّاس، أمّا باقي العشرة وهم: زيد، وأبو موسى، وابنُ الزبير، فقد قلّت عنهم الرواية ولم يبلغوا ما بَلَغه الأربعة.

الهوامش:

ـــــــــــــ

1 ـ كان من التابعين، فقيهٌ، عابد. قال الشعبي: ما رأيتُ أطلبَ منه للعلم، كان مُعلِّماً ومُقرياً ومُفتياً، صَحب عليّاً (عليه السلام) ولم يتخلّف عن حروبه. توفي سنة 62 ولهُ من العمر 63 سنة.

2 ـ التفسير والمفسِّرون 1: 36.

3 ـ راجع: الخطبة الشَقشقيّة من نهج البلاغة رقم 3.

4 ـ راجع: تاريخ دمشق، لابن عساكر، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب 3: 51 رقم 1086.

5 ـ التفسير والمفسِّرون 1: 35.

6 ـ هو ابنُ حاتم، الموصوف بالجود الذي يُضرَب به المَثل. وَفَد على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سنة تسع. كان جَواداً، شريفاً في قومه، وكان ثابت الإيمان، راسخَ العقيدة، روي عنه أنّه قال: ما دخلَ عليّ وقتَ صلاةٍ إلاّّ وأنا مشتاقٌ إليها. وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يُكرمه إذا دخلَ عليه. قال الشعبي: أرسلَ إليه الأشعث يستعيرُ منه قدوراً لحاتم فملأها وحَمَلها الرجال إليه فقال: إنّما أردناها فارغة، فقال: إنّا لا نُعيرها فارغة... كان مُنحرفاً عن عثمان، ثابتاً مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فُقِئت عينهُ يوم الجمل، وقُتِل ابنان له في ركاب علي (عليه السلام)، وشهدَ صفّين بنفسه. توفي سنة 67 بالكوفة أيام المختار، وله مائة وعشرون سنة (أُسد الغابة 3: 392).

7 ـ فتح الباري بشرح البخاري، لابن حجر 4: 113 ـ 114. وتفسير الطبري 2: 100.

8 ـ الدرّ المنثور 1: 198 ـ 200.

9 ـ وسائل الشيعة 3: 153، رقم 4، باب 27 المواقيت.

10ـ الاتقان4: 238.

11 ـ عند البحث عن مسألة التحريف عند حشوية العامّة برقم 20. وراجع المستدرك 2: 235 و246.

12 ـ التمعّك: التمرّغ في التراب.

13 ـ العيّاشي 1: 244 رقم 144، و145، وص302 رقم 63.

14 ـ راجع الدرّ المنثور 6: 317، والمستدرَك للحاكم 2: 514.

والأبّ: العُشب المُتهيّيء للرَعي والجزّ، من قولهم: أبَّ لكذا، إذا تهيّأ له. كما أنّ الفاكهة: هي الثمرةُ الناضجة للأكل والقطف. جاء في المعجم الوسيط: الأبّ: العُشب رطبه ويابسه. يقال: فلانٌ له الحق وطاع له الأب، إذا زَكى زرعه، واتسعَ مَرعاه.

15 ـ الموافقات 2: 87 ـ 88. (الذَهبي 1: 34)

16 ـ مجمع البيان 6: 363.

والرحل: القتب وهو ما يُجعَل على ظهر البعير كالسَرِج للفرس. والتامك: السنام، لارتفاعه، يقال. تمك السنام تُموكاً، إذا طال وارتفع. والقرد: الذي تجعّد شعره فصار كأنّه وقايةً للسنام. والنَبع: شجرٌ للقسيّ والسهام. والسفن: ما يُنحَت به، كالمبرَد ونحوه.

ومعنى البيت: أنّ الرحل قد أخذ من جوانب السنام، فجعل يأكله وينقص من أطرافه، رُغم سموكه وتجعّده بالشعر المتلبّد. كما يأخذ المُبرَد من أطراف عود النَبعة البريّة سهماً أو قوساً.

17 ـ معاني القرآن 2: 101.

18 ـ ونظيرتها آية أخرى في سورة الرعد: 41 (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ...).

19 ـ الإتقان 2: 4 (ط 2) و1: 113 (ط 1).

20 ـ التفسير والمفسِّرون 1: 35.

21 ـ الإتقان 4: 204.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=469
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24