• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : القرآن في الشعر الفارسي .

القرآن في الشعر الفارسي

إنّ القرآن الكريم ينبوع ماء جارٍ على مر العصور، وكان على مدى الدهر مصدراً لظهور العلوم المختلفة في الحضارة الإسلامية، وكانت له أصداؤه الخاصة في الأدب الفارسي شعراً ونثراً . وأحياناً  نلاحظ أنّ شعراء اللغة الفارسية يذكرون مفردة (القرآن) في شعرهم بوضوح . ومن هؤلاء الشعراء الشاعر ناصر خسرو القبادياني الذي ذكر لفظ القرآن في شعره مراراً وتكراراً ويشير بشعره على حفظه لكتاب الله تعالى قائلاً :

مَنَّ عليَ الله حين جعل القرآن في قلبي فالمنة لله المنان.

وقلبي في خير وبركة من خير وبركة القرآن الكريم .

ووجودي مقترن بفضله ومنته عليّ .

وأيضاً له :

إنّ القرآن لاينزل على قلب أحد إلا إذا كان سفيره جبرائيل .

أقرُّ بالموت وبالحشر والحساب وقلبي لكتاب الله حافظ .

ويذكر سنائي الغزنوي في عدة مواقف القرآن الكريم في شعره واشهر بيت له في هذا المضمار هو :

ان بداية القرآن ونهايته من ( الباء) إلى (السين) كله يدل على أنّ القرآن هو دليلك الوحيد في طريق الهداية.

وكذلك نكتفي بترجمة بيت واحد لشاعر القرن السابع الهجري الكبير ، كمال الدين إسماعيل حيث يقول:

إنّ قرآنك هو حبلك المتين فاعتصم بهذا الحبل .

وأمّا شمس الدين محمد الحافظ الشيرازي ، كبير العارفين وعظيم الحافظين في القرن الثامن الهجري يقول :

إذا تلوت القرآن الكريم كحافظ الشيرازي سيتجلى حبك للجميع وفي حينها يمكنك تلاوة هذا الكتاب بأطواره المتنوعة.

وكذلك نذكر بعض الحديث عن محمد بن حسام خوسفي الشاعر الشيعي في القرن الثامن وبداية القرن التاسع الهجري الذي استأنس بكتاب اللهِ كثيراً وخط بيده عدة مصاحف قرآنية، حيث يقول :

إنّ الله طهّر أهل البيت بالقرآن تطهيراً فانظر الى عظمة هذا الكتاب ومنزلته الرفيعة.

وكذلك نذكر بعض الأشعار من الشاعر الشهير إقبال الللاهوري الذي  تأثر كابن حسام  بكتاب الله كثيراً، حيث قال :

أريد إفشاء سر في قلبي بأنّ القرآن ليس مجرد كتاب بل إنّه شيء آخر .

لأنّه عندما يسري في روحي يغيرّها وتغير الروح يعني تغير العالم .

والمسلمون بنهجه أحياء، لذا جميع الشعب بالقرآن حي.

وكذلك يستخدم الشعراء للتعبير عن مضامينهم وتلميحاتهم الشعرية وبيان مقاصدهم الذاتية الآيات القرآنية المباركة . إنّ هذا التوظيف قد جاوز الحد في استخدامه ممّا دعا منقحيّ الدواوين الشعرية إلى تحمل عناء تدوين فهارس خاصة بالآيات القرآنية، وقد تم ذكر ذلك في تعليقاتهم الشعرية .

ونذكر نبذة مختصرة في هذا المضمار :

وظف عمثان مختاري الغزنوي شاعر القرن الخامس والسادس الهجري الآيات القرآنية في شعره كثيراً واستخدمها في وصف حبيبه حيث قال :

إنّ رفق حبيبي بي كإحياء العظام وهي رميم مما دعا المبشرين في السماوات الى الاعتراف بذلك.

ونتيجة سخطه وغضبه على غيره هو الفناء لكل من عليها فاقرأ : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) على الملوك جمعاء .

وذكر أمير المعزي في ديوانه :

كتب الأجل على الأرض التي فيها اعداؤك بأنّ (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ).

 لاريب أنّ القرآن الكريم أغنى الأدب الفارسي بتأثيره عليه، ولكن كم وكيفية هذا التأثير وذكر نماذج تجسيده يحتاج إلى تدوين عدة مجلدات ضخمة، ولكننا نكتفي بالقليل من هذا التأثير مما ذكرناه .

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=46
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24