(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)

قال سليم بن قيس الهلالي : سمعت عن امير المؤمنين  علي بن ابي طالب (ع) ؟ قال : ( لم تنزل آية على النبي (ص) إلا قرأها لي وأملاها عليّ وكتبتها بيدي، وعلمني رسول الله الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه منها، ودعا الله على أن يعلمني فهمها وحفظها، ومن ذاك الزمن وحتى الآن كل ماعلمني رسول الله من علم وكل ما كتبته بيدي وحفظته لم أنسه أبداً ، وعلمني رسول الله (ص) كل الحلال والحرام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواءً كان في الأولين أم في الآخرين، وجميع ما أنزل على المرسلين من طاعة أو معصية وحفظت هذا كله ولم أنسه منه شيئاً.

ثم وضع النبي (ص) يده على صدري ودعا الله عز وجل على أن يملأ قلبي بالعلم والفهم والحكمة والنور.

ثم قلت : يارسول الله ، فداك أمي وأبي ، منذ دعوت لي لم أنسَ شيئاً، وهل تخشى علي من النسيان في المستقبل ؟ قال : لا أخشى عليك من الجهل والنسيان. وبعد قال النبي (ص) : أخبرني الله عزّ وجل أنّه استجاب دعائي بحقك والشركاء من بعدك. قلت : يارسول الله ومن هم شركائي ؟ قال : هم الذين جعلهم الله عديلاً لي ولك، وثم قرأ: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) قلت : ومن هم ؟ قال : هم أوصيائي الذين يردون علي الحوض. وكلهم هداة مهديون من لم ينصرهم لايصيبهم اذى منه . هم مع القرآن والقرآن معهم ولا يفترقا أبداً . بهم يساعد الله أمتي وببركتهم ينزّل الغيث عليها ويُدافع عليهم ودعاؤهم بهم مستجاباً.

ثم قلت : يارسول الله ماهي اسماؤهم ؟ قال : ولدي حسن ووضع يده على رأس الحسن وثم قال : ولدي الآخر ووضع يده على رأس الحسين، وثم ابنه علي بن الحسين الذي سيولد في زمانك واقرأه مني السلام، وهم اثنا عشر إماماً. قلت : فداك أمي وأبي يارسول الله، ما هي أسماؤهم ؟)) قال رسول الله (ص) أسماءهم واحداً تلو الآخر.

ثم قال أمير المؤمنين (ع) : يا أخا بني هلال : (( والله إنّ مهدي هذه الأمة منهم، والذي به سيملأ الله الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، والله إنّي لاعلم من سيبايعه بين الركن والمقام وإني لأعلم أسماء آبائهم وعشيرتهم)).