• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس قرآنية تخصصية .
              • القسم الفرعي : الحفظ .
                    • الموضوع : التعليم الصحيح في استخدام الحافظة الذهنية .

التعليم الصحيح في استخدام الحافظة الذهنية

علي مؤمني أرموي

القسم الأول : الصحة النفسية والروحية

موضوع هذا التقرير هو التعليم الصحيح لاستخدام الذهن على شكل أصح ، وفي هذا القسم تطرح الصحة الروحية وطرق قراءتها وتنظيمها .

القسم الأول : الصحة الروحية

إنّ المهم والأساس في شروط استخدام الجهات الإنسانية وخاصة التعليم والحافظة هو الصحة الجسمية والروحية للإنسان ، ولذا نشير إلى مطلبين في هذا القسم .

الأول : مقدار عمل الإنسان وقدرته على التعليم .

الثاني : أصوات الصحة النفسية والروحية .

 المطلب الأول : إنّ الله جلت قدرته خلق الإنسان ـ الذي هو أشرف المخلوقات ـ وأودع فيه القدرات والمواهب الفطرية الكثيرة ، وعلى أثر التفكير الصحيح قويت إرادته وسعى في محاولاته إلى أن يصل إلى مقامات تفوق التصور.

وفي هذا الصدد نشير إلى أن العلماء ـ علماء الإنسانية ـ وصلوا إلى نتائج مرضية إلى ما توصل إليه الإنسان من قدرات، فهذا ولسن في كتابه (طاقة الذهن العالية) يقول : إذا كنت قادراً على صناعة كمبيوتر يعمل كما يعمل عقل الإنسان فلابد أن يكون حجمه أكبر من إحدى الولايات المتحدة الأمريكية ، ويحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة، وتكفي هذه الطاقة إلى تسخين مياه البحار، كما أن من حرارة البحار سيختل توازن العالم ، وأنتم تعلمون نحن نعمل فقط بـ (10) بالمئة من عقلنا.

يقول الدكتور وين في كتابه : ( نقاط ضعفكم ) : على أثر التحقيق والبحث وصلت إلى نتيجة : أنّ عقل الإنسان قادر على حفظ مئة ترليون لغة وكلمة ، في حال نحن نعمل على التقليل منه.

وفي مقولة : ( قدرت عقل البشر ) أسهبت العلماء والفلاسفة في شرحها وتحليلها ، وليس هنا المجال لذكرها.

المطلب الثاني : أصول الصحة النفسية والروحية ، وفيها نقاط :

الأولى: التفكير الصحيح:

إن سعادة الدنيا والآخرة وسلامة الجسم والروح يبدأ من التفكير الصحيح ، كما في الحديث : (( تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة)) بحار الانوار 69 : 293 .

يعني أنّ الإنسان يستطيع أن يضمن سعادته بتفكيره ، فكلما ازداد من سرعة اسرع إلى الصوول إلى سعادته ، وعندها يوصل نفسه من الأزل إلى الأبد .

وقد ذكر القرآن الكريم ذلك في هذه الآية من قوله تعالى : (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ) العنكبوت : 43 .

وعليه ، فكل ما ازداد علم البشر تزدادكمية الفكر بأفضل وأحسن صورة . أما ماهي متعلقات التفكير أو البشر في أي مجال يجب أن يفكر ؟ إنّ في هذه المقولة يوجد الكثير من بسط الكلام فيها وتوضيحها ، ولكن نلخصها ونوجزها بمطالب ، هي : لابد من التفكر في :

1 ـ في العالم من خالقه ؟ وهو الله تعالى المبدأ الأزلي .

2 ـ إلى أين يذهب ؟ والمكتوب في رقعة العالم أنّ له نهاية ومعاد .

3 ـ وظيفة الإنسان مع نفسه وربه ومجتمعه .

4 ـ وفي نهاية المطاف نفكر في نهاية الكون ولابد من نهايته .

 الطرق الصحيحة للتفكير

يجب على الإنسان أن يحل مشاكله بعقلانية ومن جميع الجهات ، فلا يحلها بحساسية أو خيالية ، فلابد أن يستخدم أصول التفكير الصحيح، ونشير إلى بعض منها ، وهي :

1 ـ أصل معرفة النفس : ونعني  بها القدرات العديدة التي أودعها الله تعالى في البشر فلابد من الإيمان بها وكذلك الإيمان بأنّ العقل متصل بالكمال والجمال المطلق فهو مرآت الجمال والكمال الإلهي، فهذه القدرة هي التي تضمن سعادتنا الحقيقية وتحتم فوزنا في الآخرة، وفي هذه النتيجة لايشعر الإنسان بالحضارة أو النقص أو العجز وكذلك لا يمتلكه الضعف أبداً .

2 ـ إن اليقين بالله تعالى يستطيع أن يكون وسيلة إلهية لحل مشاكلنا .

3 ـ التفكير بإيجابية وذهن صافي ، وإيجاد نافذة إلى عالم نوراني .

4 ـ اليأس ممنوع فيجب قتل غول اليأس في أنفسنا ، وليس هناك باب مغلق أمامنا.

5 ـ يجب أن يجعل المرء في تفكيره نظاماً ، فعليه أن يحذر من الخيالات والانفعالات وهذا مؤداه إلى التيه والمرض النفسي وكل هذا بل جلّـه من وساوس الشيطان ونزعاته فلابد للمرئ أن ينتبه إلى حالته قبل أن تستفحل عليه . وهذه العلائق والخيالات هي كخيوط العنكبوت فإذا صبرنا عليها وتحملنا تزول وتتخلص منها .

6 ـ المشاكل والمسائل مع كل عواملها وعللها الموجودة وموانعها فلابد أن تجد لها الحلول الناجعة والمناسبة لذلك ولا تترك حتى تحل .

7 ـ إن لم يتمكن من حل المشكلة وحده فيجب عليه أن يستثير المختص لذلك .

8 ـ أن لا يثقل همه بمشاكله ويكبرها ( فيجعل من الحبة قبة ) كما في المثل وعليه أن يتذكر حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ما من هم إلا وله فرج ) بحار الانوار 71 : 242 .

وأن يسعى إلى التقليل من همه الدنيوي ويتذكر قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : ( تخلى من الهموم إلا هماً واحداً ) ويريد به هو هم الآخرة .

9 ـ يحاول أن يحل مشاكله في مكانه المتاح لديه ، وأسعد الناس هو الذي يستفاد من كل شيء متوفر لديه .

10 ـ ولا ينسى أنّ العامل المهم لحل المشاكل هو التوسل بربنا الرؤوف الرحيم (أليس الله بكاف عبده) الزمر : 36 .

وكذلك التوسل بالمعصومين الأربعة عشر الذين هم خزنة علم الله تعالى .

**************

الثانية : يجب أنّ يعلم البشر أن هذه الدنيا مقدمة إلى الآخرة الأبدية ، لأنّ فيها البلاء والمصائب ، ولا توجد راحة مطلقة فليها فلابد للإنسان أن  لا يبعث على الراحة المطلقة والاطمئنان في هذه الدنيا ، ويحسب حياته مع المشاكل نوع من اللذة ويتيقين أنه في رحمة الله الواسعة ويتمتع بها بما أعطاه الله منها حتى يصل إلى الكمال المطلق وهو الله تعالى ومرضاته .

الثالثة : يسعى أن يكون له مع النظام الروحي ـ الذي أشرنا إليه سابقاً ـ نظام عيني وخارجي ، كما قال الإمام الرضا (عليه السلام ) : ( اجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة منه لمناجاته ، وساعة لأمر المعاش ، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات الذين يعرفون عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم )) تحف العقول : 409 .

فاحذروا من ذلك ، لأنّ عمر الإنسان لا يعوض بثمن فلا تبذروه في العجز والكسل وكونوا دائمين بسعي حثيث إلى العمل .

الرابعة : حاسبوا أنفسكم كل يوم ـ صباحاً ومساء ـ على مافعلتم في ساعات يومكم ، واسعوا إلى إصلاح مافسد منها ، وأفضل كل شيء أن تكتبوا نقاط ضعفكم وعيوبكم حتى تصلحوها ومحاسنكم أيضاً حتى تعرفوها وتعوها ، ونتيجة ذلك هو عدم ارتكاب الأخطاء .

قال إمامنا الكاظم (ع): ( ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم ) تحف العقول : 396.

الخامسة : السعي في تهدئة الروح بذكر الله تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد : 28 .

فلا تفسدوها بالغضب والعصبة ،ولا تدعوا حياتكم تضطرب بمقارنة حياة الآخرين ومقاربتهم فلا تيأسوا أنفسكم بالابتعاد عن الله تعالى ، وهذه نماذج لترويض العصبية :

1 ـ ذكر الله على كل حال .

2 ـ الصلاة .

3 ـ غير حالتك أو موضعك أثناء ثورة الغضب .

4 ـ أخذ نفس عميق .

5 ـ الذهاب إلى الحمام .

6 ـ الرياضة .

7 ـ معاشرة الأصدقاء الحلماء الحكماء الذي يؤثرون عليك . وأفضل كل شيء هو الابتعاد عن الأماكن التي تثير العصبية .

السادسة : الحذر من تأثيرات المجتمع من حيث سلوك الآخرين من السخرية والتحقير والاغتياب فكل ذلك محرم ، فكن على عكس ذلك كن هادئاً متزناً وملأ  قلبك من الروحانية فلا تشغل بالك بالقيل والقال . (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) النمل : 70 .

السابعة : فكروا في هذه الرواية وهي عن الإمام الصادق (ع) في ما  أوصى به هشاماً : ( أوصيكم بالخشية من الله في السر والعلانية ، والعدل في الرضا والغضب ، والاكتساب في الفقر والغنى ، وأن تصلوا من قطعكم ،  وتعفوا عمن ظلمكم ، وتعطفوا على من حرمكم ، وليكن نظركم عبراً ، وصمتكم فكراً ، وقولكم ذكراً ، وطبيعتكم السخاء ، فإنه لا يدخل الجنة بخيل ولا يدخل النار سخي . يا هشام ، رحم الله من استحيا من الله حق الحياء فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم أنّ الجنة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات .

الثامنة : السعي في سلامة البدن . إنّ الإسلام أوصانا بصحة الجسم والبدن، ولأنّ الجسم مركب من الروح (النفس الملائكي) والباقي اللحم والدم الذي هو البدن البالي . يقول أمير المؤمنين: (الصحة أفضل النعم) عيون الحكم والمواعظ : 23 .

والإنسان اليوم على أثر النكران والابتعاد عن الشريعة الإسلامية تراه فقد سلامة الروح والجسد معاً ، فابتلى بالأمراض الجسمية والنفسية العديدة .

يقول إئتوني في كتابه : (متجهون إلى السعادة) ج 2 ص 31 ينقل عن الدكتور توماس موفت حيث يقول : (نحن نحفر قبورنا بأسناننا ) ، لأننا نملأ أجسامنا وأبداننا بالأغذية الدسمة من غير فائدة وكذلك من شرب السجائر والخمور والمخدرات وكذلك نجلس أمام التلفاز نقضي أوقاتنا من دون فائدة تذكر .

التاسعة : تفكروا في هذه الرواية بدقة وفهم عال .

روى الصدوق في كتابه (الخصال) : عن أبي عبد الله الصادق (ع) ، قال : (خمس خصال من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب ، فأولها صحة البدن ، والثانية : الأمن ، والثالثة : السعة في الرزق ، والرابعة : الأنيس الموفق )) قلت : وما الأنيس الموافق ؟ قال : ( الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح . والخامسة : وهي تجمع هذه الخصال : الدعة )) الخصال : 384 / 34 .

العاشرة : وهكذا تمتعوا واعملوا بهذه الرواية التي توصلكم إلى السعادة .

روى الصدوق في كتاب (  الخصال ) عن ابي عبدالله الصادق (ع) قال : ( خمس خصال من لم يكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع : أولها  : الوفاء ، والثانية : التدبير ) كما ورد في الحديث : ( ما أخاف على أمتي الفقر ، ولكن أخاف عليها سوء التدبير) عوالي اللآلي 3944 / 134 .

(( والثالثة : الحياء ، والرابعة : حسن الخلق ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال : الحرية )) الخصال : 284 / 33.

الحادية عشرة : وأيضاً دقق في هذه الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصيته لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، وهي خلاصة ست آلاف  كلمة حيث يقول : ( ياعلي ، أوصيك بوصية فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي : ياعلي من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله يوم القيامة أمناً وإيماناً يجد طعمه .... ياعلي ، من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار . ياعلي ، شر الناس من أكرمه الناس اتقاء فحشة . ياعلي، شر الناس من باع آخرته بدنياه ، وشر ذلك من باع آخرته بدنيا غيره . ياعلي ، من لم يقبل العذر من متنصل صادقاً كان أو كاذباً لم ينل شفاعتي ) من لايحضره الفقيه 4 : 352 ـ 353 .

الثانية عشرة : دققوا في سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )

روى الشيخ الصدوق (ره) في ( الفقيه ) عن الصادق (عليه السلام) ، قال :

( إنّ الله تبارك وتعالى خصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم فإن كان فيكم فأحمدوا الله عز وجل ، وراغبوا إليه في الزيادة منها فذكرها عشرة : اليقين ، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحلم ، وحسن الخلق ، والسخاء ، والغيرة، والشجاعة ، والمروءة ) الفقيه 3 : 554 ـ 555 .

وفي نهاية المطاف نقول : إنّ أثر معرفة النفس وتربيتها إذا كانت مرتبطة بالله تعالى تستطيع أن تفهم الحياة وفلسفتها ويكون تقييم العمل من خلال هذا الارتباط الموصل لله تعالى الذي تكسب به سعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى .

****************

القسم الثاني : أصول التعليم واستخدام الحافظة صحيحاً

إنّ الانتباه إلى نعمة الحافظة التي منَّ الله تعالى بها علينا حتى تتمتع بها لابد أن يكون لها موارد تتبع في المحافظة عليها ، وها نحن نعطي بعض الطرق اللازمة لاستخدام الحافظة بالطرق الصحيحة وقد أوردناها من بعض الكتب والمجلات العلمية ، ولكن يجب على القارئ المحترم أن ينتبه إليها ويعمل بها بطريقة صحيحة ويتمرن عليها ولا يكفى قراءتها فقط .

الفصل الأول : عوامل القوة ، وفيها :

1 ـ تأثيرات الوراثة .

إنّ قوة الحافظة وضعفها يرتبط إلى حد ما بعامل الوراثة ـ أي الوالدين ـ قبل انعقاد النطفة يجب أن تراعى المسائل الغذائية والصحيحة كما ذكرت ذلك الروايات الإسلامية ، وخاصة عند حمل المرأة فيجب عليها أكل الرمان ، والحليب ، والتمر ، والسفرجل ، واللبان المرّ ( العلك ) ، والفواكه والخضار التي تحتوي على الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيزيوم  ، وكذلك الفواكه التي تحتوي على الفيتامين (C + A + B + D)  .

وتتجنب المشروبات المخمرة والأطعمة التي فيها مواد حافظة والأدوية الكيمياوية والتصوير الشعاعي حتى يكون طفلها صحيحاً معافى ذا عقل وذكاء وحافظة قوية ، وعليها كذلك تجنب الأكل الحرام.

2 ـ الرعاية الصحية لعموم الجسم .

إنّ أحد شروط الحافظة القوية هو صحة وسلامة الجسم ، كما في المثل : ( العقل السليم في الجسم السليم ) ، لأنّ الجسم إذا مرض فلا بد أن يفكر بالعلاج .

3 ـ رعاية الأصول الصحية التي وردت في القسم الأول .

إذا كان أحد منهاراً نفسياًُ ولا يتمتع براحة بالٍ فيجب عليه أن يعالج نفسه ويحل مشكلته ، وإذا لم يقدر عليها فعليه أن يذهب إلى مختص أمين حتى يعالج عنده .

4 ـ تقوية الرغبة في الحفظ .

إنّ كل إنسان يجب عليه أن يقوي رغبته في التعلم ، لأنّ الله تعالى أوجب ذلك على لسان نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله ) وفي كل زمان ومكان وأول التعلم هو حفظ ذلك  حتى يتدرج فيه .

5 ـ تعلم المطلب وفهمه بشكل صحيح .

إن يكون فهم المطلب قبل الحفظ ، وأحسن طريقة لذلك ، هي مايلي :

أ ـ قراءة الدرس قبل الأستاذ.

ب ـ الانتباه والاستماع إلى الأستاذ عند إلقائه الدرس .

ج ـ تسجيل أو كتابة الدرس أثناء أو بعد الدرس .

د ـ التحقيق والمراجعة للدرس بعد إلقاء الأستاذ.

هـ ـ المباحثة والمواظبة مع الطلاب الآخرين لتركيز المطالب .

و ـ تدرس الدروس بعد إتمام الأستاذ درسه .

وإذا أردت أن يبقى الدرس في ذهنك اجعل الدرس على شكل سؤال وجواب وامتحن نفسك بنفسك .

7 ـ حفظ المطالب بنظام .

ركزوا ذهنكم أثناء القراءة ، واجعلوا خطوطاً وعلامات تحت العناوين الأصلية وكذلك المواضيع البارزة ، واكتبوا حواشٍ على تلك المادة كما يقول الشهيد مطهري : ( إنّ الحافظة ليس بأنبار للحزن والتكديس ولكن يجب الحفظ على أشياء مفيدة ) .

8 ـ الصبر والتأني .

يجب علينا أن لا نتعجل حفظ المطالب ، لأنّ إن استعجل أحد في قراءة الكتاب لا يتعلم شيئاً ولا يحفظ منه إلا القليل ، ولذلك حتى تعرف الكتاب يكفى أن ترى الفهرست حتى تفهم محتواه ، وعند ذلك تنهي كتابك أو موضوعك ، وعليك أن لا تبدأ بكتاب غير كتابك .

9 ـ التركيز على الفكرة والتسلط على كبح الأوهام والخيالات .

إنّ التركيز يلعب دوراً مهماً في الحفظ والتعليم ، قال بعض العلماء : ( الحافظة بنت العلم ، وأمها الدقة ) .

هذه بعض الإرشادات في التركيز الذهني

1 ـ أثناء الدرس والتعليم والحفظ انسوا مشاكل الماضي والحاضر والمستقبل ن ولا تيأسوا على ما فاتكم ن ولا تخافوا الماضي حتى لا تقللوا من قدرة أذهانكم ، وكما أتى في القسم الأول أعيدوا وكرروا هذه الجملة عشر مرات أو مئة مرة ، وهي ( استخدام ما متوفر لديك ، ويكون لديك هدف ، واحذر أن يتناسب هدفكم مع ما متوفر لكم، ولا تدع عمل اليوم لغد، يقول نابليون: ( الحمقى يتكلمون دائماً ـ أي في الماضي ـ والعقلاء يفكرون في الحال، والمجانين يتكلمون في المستقبل ) إعقد آمالك على المستقبل واحسب أنّ وجودك مفيد ، لأنّ البشر أشرف المخلوقات ، فكر في أمور جيدة ومفيدة ، وكن نشيطاً ، واعلم أن لا أحد دون عيب والكل لديه مشاكل وعيوب والخسارة والنقصان في الحياة الدنيا أمر طبيعي ، ومع المساعدة والجدية سيتفوق عليها ، ولا تنسوا أنّ ربنا رؤوف رحيم .

2 ـ حتى نستطيع التركيز جيداً فيجب علينا أن نتخلص من العوائق الجسدية والنفسية أمثال التعب والجوع والبرد والحر حتى امتلاء البطن ، والهم والحزن أيضاً يمنعان من التركيز.

3 ـ يجب أن تكون أجواء الدراسة والحفظ هادئة جداً وكذلك يجب أن تكون الإنارة وألوان أماكن الدراسة حسب أصول علم النفس ، وكذلك يجب تجنب الضغوط النفسية والحركات الجسدية أمثال العبث بالشعر والأضافر وغير ذلك ، وكذلك الاهتمام في ضبط الأوقات في كل الأعمال كما في النوم والأكل والقراءة .

4 ـ إعادة القراءة فإنّ هذا الأمر مهم في الحفظ .

إنّ إعادة القراءة مراراً وتكراراً يؤدي إلى الحفظ كما في المثل : ( الدرس مرة والتكرار ألف ) .

5 ـ استعمل عينك وأذنك معاً في ربط المطالب ، يقول وليم جيمز : كل ما ربطنا المطالب معاً يحفظ العقل أفضل ، فكل شيء مرتبط يبقى ويدوم .

6 ـ التلقين : يقول أحد العلماء : ( كل ما أضفنا ثقلاً على الحافظة ازدادت قدرتها،  ونتذكر المطالب أفضل وأدق ، وكل ما اعتمدنا عليها أكثر تكون جديدة وفي ثقة أكبر ، وفي النتيجة إذا شكيت بها تثق أقل باستخدامها وتقول لنفسك : أنا أنسى دائماً أو حافظتي ضعيفة ) فإذا وثقت بنفسك وحافظتك تصبح قادراً على مواجهة الضغوط النفسية .

7 ـ تقوية الإرادة :

عن طريق : أ ـ التفكير الصحيح الذي ذكرناه في القسم الأول .

ب ـ أخذ العبر من الآخرين .

ج ـ قراءة حياة العلماء الكبار وخصوصاً حياة النبي (ص) والائمة الطاهرين (ع ) .

د ـ حل المسائل الرياضية والجداول الذهنية .

هـ  ـ حفظ القرآن والشعر .

و ـ الصيام .

ز ـ تلاوة الأذكار الاسلامية وخصوصاً تسبيح الزهراء (ع)

ح ـ الحفاظ على العين واللسان من الزيغ .

ط ـ الكتابة في الليل والنهار ومراجعتها .

ي ـ عمل الرياضة صباحأً .

ك ـ السفر .

ل ـ العلاج النفسي والعيني التشخيصي .

 

8 ـ مراعاة الفواصل في القراءة بحيث لاتزيد على أكثر من 45 دقيقة ثم ترتاح بمدة معينة ثم تبدأ مرة أخرى . وأما في الحفظ فكل 20 دقيقة ثم تهدأ وترتاح خمس دقائق حتى تكون متسلطاً على المطلب الذي تريد أن تحفظه .

9 ـ الإيقاض مبكراً وكذلك المواظبة على صلاة الليل .

10 ـ قراءة القرآن وخصوصاً آية الكرسي ( البقرة:255 ) وآية النور ( النور : 35) وسورة الواقعة .

11 ـ السواك .

12 ـ الإكثار من الصلوات .

13 ـ التمشيط .

14 ـ الحجامة ، وهي دواء لكل داء .

15 ـ العطر والتعطير .

16 ـ ذكر الله على كل حال قلباً ولساناً .

17 ـ ابدأ بسم الله وأنته بالحمد .

18 ـ الوضوء على كل حال .

19 ـ استعن بالصلاة والدعاء ، كما يقول ابن سيناء : ( كل ما عصاني أمر أذهب  إلى المسجد وأصلي ركعتين وأدعو فتحل المشكلة ) .

20 ـ الاستفادة من المعلومات التي تأتي من الكتب النفسية والرياضية المرتبطة بالحفظ كما في هذه التمارين : نم في جو مظلم ، اغلق عينيك ، ومرر في ذهنك الحروف من الألف إلى الياء واحداً تلو الآخر كما لو كنت تكتب في سبورة وركز على شكل الحروف والأعداد أو انظر إلى النقاط السود في اللوحة البيضاء أو انظر إلى أسماء الله الحسنى دون أن تغمض عينيك وابدأ بثلاث دقائق إلى عشر دقائق حتى تتم أربعين يوماً .

21 ـ نوم القيلولة نهاراً .

**************

الفصل الثاني

دور الغذاء

إنّ الغذاء الخاص والتغذية الصحية لها الأثر في صحة الجسم وقوة الذاكرة ، فإذا اعتاد الإنسان أن ياكل وجبتين من الطعام مع نوعية الطعام الجيدة والمفيدة ومع عدم العجلة في الطعام والهظم وكذلك الأكل بتأني والإكثار من الفواكه والخضار فأنه مفيد للجسم وسلامته وكذلك الأكل من المواد التي تحتوي على الفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد، والصوديوم والمغنيزيوم وكذلك من الفيتامينات (C+A+B+D)  فسوف ترون أنّ الجسم يكون بصحة جيدة ، وإليكم بعض الأطعمة التي جاءت في الروايات :

الكشمش . الكندر ( اللبان المرّ) ، التفاح ، السفرجل ، الخل ، الرمان ، العسل  والحليب ، التمر مع الحليب ، اللحم والسمك ، الخبز مع اللبن الرائب ، الكرفس ، اليقطين ، الخس ، الشبندر ، الزنجبيل ، اللوبياء ، الماش ، الطماطم ، البصل ، الجوز مع الجبن ، أنواع المشمش ، الشعير ، الإسبانغ ، البرتقال ، الليمون ، الخوخ ، الرقي ، التكي ، التين ، الحمص ، الباقلاء ، الفستق ، الثوم ، البيض ، الرز ، الحلباء ، الجزر ، الحنطة ، الكمثرى.

********************

الفصل الثالث

مسببات النسيان وآفات الحفظ

1 ـ الأضرار التي تصيب الجنين .

2 ـ الأمراض التي تسبب العفن فنوصي بها بتحليل الدم .

3 ـ الأم التي لاتتمع بتغذية مناسبة .

4 ـ الحالات المرضية في الغدد ( التيروئيد ، باراتيروئيد ) فيجب المراجعة بها الطبيب المختص .

5 ـ الضغوط النفسية والمتاعب والكسور التي يصاب بها منذ الطفولة .

6 ـ سوء التغذية .

7  ـ الحالات العصبية  فيجب المراجعة بها الطبيب المختص بالحالة العصبية .

8 ـ العلل غير المعروفة التي تصيب المريض .

9 ـ كثرة النوم وقلته .

10 ـ الانحراف الجنسي سواء كان في الأشخاص المتزوجين أم غيرهم .

11 ـ الكذب .

12 ـ الخمر

13 ـ الذنوب .

14 ـ المخدرات والاعتياد عليها .

15 ـ الموسيقى والغناء .

16ـ كثرة الضحك والقهقهة والسخرية وكثرة الكلام .

17 ـ لبس الملابس الضيقة أو الاحذية كذلك .

18 ـ البول في الماء الجاري .

19 ـ أكل مابقي من أكل الفار .

20 ـ الغرور والبهتان على الغير .

21 ـ العصبية والغضب .

22 ـ العناد .

23 ـ انعدام النظام .

24 ـ الفقر الشديد .

25 ـ التخمة وأكل الحار .

26 ـ ترك الصلحاء .

27 ـ الهمّ والحزن الشديد .

28 ـ ترك الأضافر وعدم تقليمها .

29 ـ أكل الجبن كثيراً دون جوز .

30 ـ كثرة أكل الطرشي .

31 ـ الغفلة عن ذكر الله تعالى قال تعالى (نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ) التوبة : 67 .

32 ـ وساوس الشيطان (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ) الكهف : 63 .

وأهم عامل في الحفظ هو ترك الذنب والعمل في الواجب والتوسل بالمعصومين بالدعاء والبكاء والخشوع والانقطاع الى الله تعالى (واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) الكهف : 24.

الدعاء قبل المطالعة والقراءة

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صلى على محمد وآل محمد ، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللهم اخرجني من ظلمات الوهم ، وأكرمني بنور الفهم ، اللهم افتح علينا أبواب رحمتك ، وانشر علينا خزائن علومك برحمتك يا أرحم الرحمين .

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=423
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24